هجمات أوكرانية على كورسك الروسية: ما هي احتمالات تصاعد الحرب في 2025؟
بينما يحتفلُ الروس داخل مدينة «كورسك» بأعياد الميلاد. شنت القوات الأوكرانية هجومًا عنيفًا استهدف القوات الروسية، وتحديدًا داخل بلدة لجوف، وهو ما ألحق أضرارًا بالغة بمبنى سكني مُكون من طابقين.
-
هل ينجح المجتمع الدولي في وضع نهاية للأزمة الروسية الأوكرانية؟
-
موسكو تجبر واشنطن على الاعتراف: دبابات أبرامز غير فعّالة في الحرب الأوكرانية
وأعلن القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك في جنوب روسيا، ألكسندر خينشتين، على تطبيق تلغرام، أن شخصًا واحدًا أصيب في أحدث هجوم أوكراني على المنطقة. وأن خطوط الكهرباء انقطعت في منطقتين.
وفي المقابل، أعلن الجيش الأوكراني عن وقوع أضرار ونشر صورًا لما قال إنه حريق في البلدة، دون أن يذكر من يقف وراء الهجوم.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات الجيش الروسي في مقاطعة كورسك الحدودية الروسية.كبدت القوات المسلحة الأوكرانية، خسائر بشرية بلغت أكثر من 445 عسكريًّا. والعديد من المعدات العسكرية، خلال الـ24 الساعة الماضية.
مع هذه الهجمات الأوكرانية وما يعقبها من ضربات روسية دقيقة. يبقى التساؤل: هل تفقد قوات كييف السيطرة على مواقعها في الأشهر المقبلة، وهو ما يهدد بإضعاف نفوذها في مفاوضات السلام المستقبلية مع روسيا؟
ورقة ضغط
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز “JSM” للأبحاث والدراسات الدكتور آصف ملحم. إن أوكرانيا ليست لديها أي أوراق تُمكنها من الضغط بها على روسيا في المفاوضات المحتملة بينهما”.
وأضاف ملحم، أن عام 2025 سيشهد عودة الدبابات الأوكرانية للعمل. وأن كييف تعمل على تطوير صناعة الإلكترونيات المسلحة مثل الصواريخ الجديدة التي صنعتها ويسمى «درون». وفقًا لما أكده إيغور ليسينكو وهو عضو سابق في البرلمان الأوكراني.
-
هل تقوم روسيا بمناورة جديدة بالانسحاب الجزئي من الحدود الأوكرانية؟
-
زيلينسكي يتعهد بزيادة الأسلحة الأوكرانية الصنع من أجل الانتصار على روسيا
وأوضح، أن هذه التصريحات قد يُفهم منها أن أوكرانيا ستواصل القتال. ضد روسيا وغير مطلوب منها الانتصار في هذه الحرب. “والقول إن هناك محادثات سلام هذا مستبعد للغاية حتى مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب“.
وأشار ملحم، إلى أن هناك معطيات تُشير إلى أن أوكرانيا ستخسر مواقعها في الجبهة الشرقية والجنوبية والشمالية وجبهة كورسك. كما أن روسيا تتهيأ لاقتحام خيرسون خاصة مع دخول الشتاء، وتنتظر تجمد منطقة مصب نهر دنيبر حتى تعبر القوات.
وتابع الخبير في الشؤون الروسية، أن «عبور القوات الروسية نهر دينبر يُمكِّنها من السيطرة على ما تبقى من مقاطعة خيرسون».
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لاستنزاف روسيا. وأنها خصصت 2.5 مليار دولار حزمة مساعدات جديدة نصفها سيذهب لتطوير الصناعات العسكرية في أوكرانيا. بالإضافة إلى 3.4 مليار دولار ستذهب للموازنة الأوكرانية.
وأكد أن تلك المساعدات تعكس تمكين أوكرانيا من الاستمرار في الحرب، وعلى الأقل لعدة أشهر قادمة.
مفاعل كورسك النووي
من جهته قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي. إن أكبر خطأ إستراتيجي ارتكبته أوكرانيا في الحرب مع روسيا هو أنها تعمقت في مقاطعة كورسك الروسية.
وأشار الأفندي، في تصريحات، إلى أن الهدف من الهجوم المباغت على كورسك .وما وراءه من دعم أمريكي هو الاستيلاء على مفاعل كورسك النووي حتى يتم إجبار روسيا على التفاوض عليها.
وأكد أن روسيا والولايات المتحدة بحاجة لتلك المفاعلات لإعادة إنتاج رؤوس نووية جديدة، وذلك لأن الرؤوس النووية لها صلاحية محددة. ولذلك فإن فشل الجيش الأوكراني في السيطرة على المفاعل الأكبر في زاباروجيا تسبب في خسائر كبيرة على الجبهة الأوكرانية.
وأضاف الأفندي أن تراجع القوات الأوكرانية في الدونباس والزج بقوات النخبة الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية تسبب في خسائر كبيرة لتلك القوات والمعدات العسكرية.
-
الطائرة الأوكرانية قد تكون أسقطت بخطأ بشري وليس بخطأ فني
-
توازنات جديدة في مسارات الأزمة الروسية الأوكرانية
وأوضح أن القوات الأوكرانية محاصرة الآن في كورسك. وأن استعادة المنطقة بالكامل أصبحت مسألة وقت.
وتابع الأفندي، أن مفاوضات السلام ستفرضها سياسة الأمر الواقع في أرض المعركة وهي في صالح روسيا على الجبهات كافة، في شمال وشرق أوكرانيا. ومن المتوقع أن يصبح نهر دنيبر هو الحدود الفاصلة الجديدة بين روسيا وأوكرانيا في حالة الجلوس على مائدة المفاوضات المرتقبة مع تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير الحالي.