نظام أردوغان يفتح تحقيقا بشأن حملة تبرعات أطلقتها المعارضة لمواجهة كورونا


باشر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحقيقا بخصوص حملة تبرعات قامت بإطلاقها المعارضة للمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي ويواجه أردوغان اتهامات بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات وقائية لاحتواء الفيروس القاتل.

ووفق ما ذكرت صحيفة زمان التركية، فإن السلطات الأمنية قامت بفتح تحقيق مع عمدتي بلديتي إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاش لإطلاقهما حملة تبرعات من أجل دعم جهود الحد من تفشي فيروس كورونا، ويشار إلى أن أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش ينتميان إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي يتسبب في صداع سياسي دائم لنظام أردوغان.

في حين قام أردوغان بتضييق الخناق على تحركات المعارضة بتوجيه وزارة داخليته لتجميد حسابات بنكية لحملات تبرعات أطلقتها بلديتا أنقرة وإسطنبول في 31 مارس الماضي لمواجهة فيروس كورونا.

أما المعارضة التركية فقد انتقدت الازدواجية التي يتعامل بها أردوغان؛ حيث قام بإزاحة الستار عن حملة تبرعات بدعوى مساعدة ذوي الدخل المنخفض جراء تفشي كورونا، وجمع من خلالها 1.5 مليار ليرة تركية (22 مليون دولار) في حين جمّد كل تحرك مماثل للمعارضة.

وكان وزير الداخلية التركية، في العاشر من أبريل الجاري، قد كلّف مفتشاً للتحقيق في قضية جمع التبرعات مع رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول، حسب ما أكده أكرم إمام أوغلو لصحيفة سوزجو المعارضة.

وقال إمام أوغلو بشأن خطوة أردوغان: يمكن للسلطات إطلاق تحقيقات، لكن تجميد الحساب الذي جمع فيه أموال الأتراك هو موقف بائس يُرثى له. ومن أمر بهذا هو أيضا يعد جزءا من هذا البؤس.

أما رئيس بلدية إسطنبول المعارض، فقد طالب بإلغاء تجميد 900 ألف ليرة تركية (130 ألف دولار) من الأموال التي تبرع بها الأتراك لحساب البلدية المخصص لمكافحة تداعيات وباء كورونا بعد أن تمت مصادرتها واحتجازها من قبل أحد البنوك المملوكة للدولة.

وكان أردوغان أطلق حملة لجمع التبرعات، في نهاية مارس الماضي، من أجل مواجهة التداعيات الاقتصادية للفيروس، دون التطرق للمليارات التي تكتنزها عائلته من أموال الشعب، بينما لاقت الحملة انتقادات حادة من أحزاب المعارضة التي اعتبرت بأن هذه الخطوة اعتراف بإفلاس الدولة، وقوبلت بحالة كبيرة من الاستهجان والتذمر والتهكم عبر مواقع التواصل.

وفوجئت أيضا أحزاب تركية، في مطلع أبريل الجاري، بتعميم أرسلته وزارة الداخلية لجميع الولايات تمنع فيه أي حملات لجمع تبرعات تقوم بها بلديات تابعة للمعارضة لمواجهة فيروس كورونا، وفي محاولة من أردوغان كسب تعاطف المواطنين، أعلن التبرع براتبه الشخصي لمدة 7 أشهر، بيد أن المعارضة قامت بشن حملة انتقادات كبيرة واصفة التبرع الرئاسي بالهزيل مقارنة بثرواته المقدرة بالمليارات.

وحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية، فإن أردوغان يملك وعائلته ثروة تقدر بأكثر من 50 مليار دولار، ومشاريع واستثمارات في دول أوروبية وأفريقية بقيمة 10 مليارات دولار، ويشيّد قصرا يكلف البلاد أكثر من 450 مليون يورو، ولديه طائرة خاصة حصل عليها كهدية من أمير قطر تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار.

Exit mobile version