بالرغم من محاولاته لنزع صفة الإرهاب عنه في معرض هدفه تطبيع علاقاته مع عدة دول وإنقاذ اقتصاده المنهار. يكشف نظام أردوغان أنه والإرهاب توأمان لا يمكن فصلهما.
حيث جاءت المرحلة التنفيذية بضم 13 عضو جديد إلى الائتلاف، كان من أبرزهم قيادي سابق في تنظيم داعش الإرهابي .بعد خطة أردوغان المزعومة بالإصلاح والتوسعة التي فرضها النظام التركي على الائتلاف السوري المعارض.
فمن هو الأمير الداعشي الذي عينته تركيا؟
حسين رعاد كان أميرا سابقا في تنظيم داعش. حيث كان يعمل تحت مسمى “أمير الحسبة” بمدينة الشدادي بريف محافظة الحسكة ومن ثم تم تعيينه أميرا لـ”الحسبة”. في تدمر بريف محافظة حمص. وتاليا تم تعينه في مدينة الموصل في العراق وندبه للجنة العليا لتنظيم داعش.
وقام نظام أردوغان بتعيينه يوم الجمعة الفائت كعضو من أعضاء الائتلاف، حسب مواقع سورية محلية.
لماذا اختارت تركيا أميرا داعشيا ضمن الائتلاف؟
فلطالما كان إرهابيو تنظيم داعش على صلة وثيقة بالمخابرات التركية. فقد كشفت تحقيقات استقصائية سابقة حجم التعاون بين داعش والاستخبارات وخاصة في مجال تهريب الأشخاص والأموال على الحدود التركية السورية.
وبحسب معلومات فالعضو الجديد في الائتلاف المعارض حسين رعاد له صلات قوية مع الاستخبارات التركية. وهو صاحب خطة الهروب الفاشلة لسجناء داعش من سجن غويران بالحسكة مطلع العام الحالي.
واستنادا لتاريخ رعاد فإن قرار السلطات التركية بتعيينه ضمن الائتلاف يكشف أن الحكومة التركية تحضر لخطة جديدة تتعلق بمحاولة إحياء التنظيم الإرهابي مجددا في سوريا. مستغلة حالة التوتر القائمة بالمناطق الشمالية للبلاد، وقيام التنظيم بالنشاط مجددا في العراق.
ولأن رعاد لديه معرفة بأعضاء التنظيم داخل العراق بسبب عمله مع التنظيم في مدينة الموصل سابقا. فقد وضعته تركيا داخل الائتلاف لتمكنه من التنسيق بين عناصر داعش في العراق والخلايا النائمة للتنظيم في سوريا.
الجدير بالذكر أيضا أن التفاهم الكبير بين الاستخبارات التركية وتنظيم داعش ظهر جليا بعدة مراحل سابقة منها قضية قبر سليمان شاه، الذي بقي سليما دون أي ضرر، رغم وجوده في مناطق النزاع والاشتباك داخل الأراضي السورية.
فمع أن التنظيم الإرهابي لم يرحم البشر والحجر في تلك المناطق قبل دحره منها، إلا أنه لم يمس قبر سليمان شاه بسبب أهميته الرمزية لدى تركيا فهو جد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية.
وعند قيام الجنود الأترك بالدخول إلى سوريا في العام 2015 من أجل نقل الضريح إلى منطقة أخرى أقل توترا، لم يطلق أحدا منهم طلقة واحدة بسبب تأمينهم الكامل من قبل داعش.
بالعودة إلى الائتلاف المعارض فقد تشكل في العام 2012 بدعم من تركيا وهيمن الإخوان المسلمون على أغلبية أعضائه وهو يعاني حاليا من أزمة تراجع حاد في شعبيته. وعدم قدرته على تقديم أي شيء في ظل الظروف الراهنة بسوريا، وهيمنة القرار التركي على أعضائه وقراراته.
وقد انتشرت معلومات مؤخرا عن نية السلطات التركية بالتخلي عن دعم الائتلاف في المستقبل القريب في حال بقي أردوغان مستمرا بسياسة التطبيع وبيع الإخوان تحقيقا لمصالحه.