سياسة

نسف فرص السلام…هجمات برية لمليشيات الحوثي الإرهابية


صعدت مليشيات الحوثي هجماتها البرية بهدف نسف فرص السلام كرد على انطلاق مشاورات الرياض وتعليق التحالف العربي لعملياته باليمن.

ورسميا أعلنت مليشيات الحوثي مساء الأربعاء انتهاء هدنتها الوهمية التي أعلنت سريانها الأحد الماضي واستمرت لـ3 أيام. وبثت بيانا جديدا لإعلان الحرب في موقف يعكس مراوغتها الفاضحة ضد الهدنة الرمضانية للمبعوث الأممي لليمن والمشاورات اليمنية في الرياض.

ورفعت مليشيات الحوثي سقف مطالبها المعتادة التي ترنو لفتح المنافذ البرية والجوية أمام شحنات السلاح المهربة وأنه “لا سلام دون تنفيذ اشتراطها“.

ولم تتعاط المليشيات بإيجابية مع إعلان تحالف دعم الشرعية لوقف العمليات العسكرية وذهبت لتفجير معارك طاحنة على الأرض على جبهتين في محافظتي حجة ومأرب.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي أطلق نداء مناشدة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل لتهيئة الأجواء أمام مشاورات الرياض.

وبالفعل لم تمض غير ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح مشاورات في الرياض. حتى أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعليق عملياته في البلاد.

استجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب. رغم تصعيد مليشيات الحوثي وتعنتها الدائم ورفضها للحل السياسي.

أحدث هجوم في حجة

إعلان مليشيات الحوثي بانتهاء هدنتها الوهمية المزعومة لم يكن إلا محاولة لتبرير تصعيدها الميداني في الداخل اليمني في مسعى لابتلاع كامل المحافظات خاصة شرقي وغربي البلاد.

وفجرت مليشيات الحوثي مساء الأربعاء معارك طاحنة عقب هجوم ليلي على مواقع عسكرية مختلفة للجيش اليمني في محافظة حجة المطلة على البحر الأحمر.

وطبقا للمصدر فإن هجوم مليشيات الحوثي استهدف مواقع تمركز الجيش اليمني في بلدة “بني حسن” في مديرية عبس الساحلية غربي المحافظة.

مشيرا المصدر إلى أن الجيش اليمني نجح في كسر هجوم مليشيات الحوثي وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. موضحا أن الانقلابيين ما زالوا يدفعون بتعزيزات عسكرية ومن المتوقع أن تشتد المعارك الساعات المقبلة.

وجاء الهجوم البري الحوثي تزامنا مع إعلانها انتهاء الهدنة المزعومة في موقف يعكس موقف المليشيات الحوثية من دعوات الحوار وإحلال السلام ونسفها لكل المبادرات الدولية والإقليمية لإيقاف كارثة حربها المدمرة.

حشد لاجتياح مأرب

على جبهة أخرى، استبقت مليشيات الحوثي إعلان تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية ودفعت بتعزيزات كبيرة من المسلحين والآليات القتالية إلى الخطوط الأمامية في جبهات محافظة مأرب.

وتهدف مليشيات الحوثي لاستغلال غياب الغطاء الجوي للتحالف العربي بقيادة السعودية والذي لعب طيلة أكثر من عامين في تحصين مأرب في شن هجوم بري في مسعى لاجتياحها المدينة التي تضم مقر وزارة الدفاع اليمنية.

وأوضح البيان أن مليشيات الحوثي نفذت عملية هجومية واسعة في وقت مبكر الأربعاء، بالتزامن مع سريان قرار التحالف العربي القاضي بوقف العمليات العسكرية.

وأكد التصدي للهجوم الحوثي الكبير بفعل مشاركة المدفعية الثقيلة للجيش، وإجبار مليشيات الحوثي على التراجع بعيد سقوط في صفوفها قتلى وجرحى فضلا عن وقوع عدد من الأسرى في قبضة الجيش اليمني ورجال قبائل مأرب.

وكان قد صرح مصدر عسكري  أن قيادة الجيش اليمني وسلطات مأرب لديها المعلومات الكافية أن مليشيات الحوثي ستكثف هجماتها بشكل غير مسبوق على المدينة الاستراتجية والحيوية.

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إن شروط السلام في اليمن ليست معقدة وإنما تتطلب امتثال الحوثيين للقرارات الدولية والإرادة الشعبية، وهو ما يتطلب مزيدا من الضغوط الدولية المؤثرة خاصة على داعمي هذه المليشيات في إيران.

وطالب عبدالملك لدى لقائه المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن كاثي ويستلي، وشنطن بإعادة تصنيف مليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب الأمريكية. 

ونبه إلى أهمية الانتقال إلى آليات ضغط دولية أكثر فاعلية، ومواجهة التدخل الإيراني في اليمن ومشروعها المهدد لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية والاقتصاد العالمي.

ويقول خبراء يمنيون إن مليشيات الحوثي تعتقد قدرتها انتزاع ما عجزت عن تحقيقه في الحرب بأخذه عبر المناورات والتصلب ضد مبادرات السلام واستثمار مواقف التحالف من السلام في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض.

وانطلقت، الأربعاء، مشاورات السلام اليمنية في مقر مجلس التعاون الخليجي وبرعايته في العاصمة السعودية الرياض.

وحضر المشاورات جميع الأطراف اليمنية. باستثناء مليشيات الحوثي التي ترفض مسار السلام، رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الحرب التي دخلت عامها الثامن.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى