نتانياهو يخطط لتعطيل لجنة التحقيق بأحداث 7 أكتوبر
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى لسحب صلاحيات تعيين أعضاء لجنة التحقيق بهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. من رئيس المحكمة العليا في إسرائيل، بهدف منع إمكانية تعيين رئيسة المحكمة العليا السابقة إستير حيوت. رئيسة للجنة تحقيق كهذه.
وأجرى نتنياهو مؤخرا مداولات مع مقربين منه .وأعضاء كنيست من حزب الليكود حول سن قانون لنقل هذه الصلاحية إلى هرتسوغ، وأن يقضي بترأس “شخصية عامة” للجنة التحقيق وليس بالضرورة قاضيا في المحكمة العليا أو المركزية. وأن تحصل اللجنة على صلاحيات مشابهة لتلك التي تحصل عليها لجنة تحقيق رسمية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إنه لا يثق بالقائم بأعمال رئيس المحكمة العليا، القاضي عوزي فوغلمان. وأنه يخشى أن يعيّن حيوت رئيسة للجنة. ومن الجهة الأخرى يتخوف من معارضة شعبية واسعة لتشكيل لجنة تحقيق تقرر الحكومة تركيبتها وتحصل على صلاحيات مقلصة. بينها عدم وجود صلاحية إرغام شهود على الإدلاء .بإفادات أمامها ولا يمكنها فرض عقوبات على إفادات كاذبة.
وأضافت المصادر أن نتنياهو يعتقد أنه لا جدوى من الاستمرار في تأخير تشكيل لجنة تحقيق، وأن هرتسوغ يحظى بثقة الجمهور.وأنه سيعمل لصالحه بما يتعلق بتركيبة اللجنة وسيمتنع عن تعيين حيوت. وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول. شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيليا. وأصيب حوالي 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة مؤقتة.
وأوضحت الصحيفة أن نتانياهو يعتقد أنه من الممكن المضي قدما في إنشاء اللجنة. لأن قدرتها على التسبب في ضرر سياسي له ستكون محدودة. سواء بسبب الوقت الطويل الذي سيستغرقه التوصل إلى استنتاجات. أو لأن عملها سيكون محدودا طالما استمر القتال.
وفي وقت سابق الأحد، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. عن رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي قوله خلال لقاء عقده قبل أيام مع شخصيات سياسية في حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء إن “مهمة لجنة التحقيق الحكومية في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول هو القضاء على الحكومة اليمينية. لا تنخدعوا”.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء لم تسمه الصحيفة. إن “نتانياهو لا يثق بالقضاة. ويخشى أن ينتقموا منه بسبب الإصلاح القانوني، ويشعر بالقلق إزاء الدعوات المتزايدة داخل الليكود. لتشكيل لجنة تحقيق حكومية”.
وفي 26 أبريل/ نيسان الماضي، قدم الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس اقتراحا إلى الحكومة الإسرائيلية .لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث 7 أكتوبر.
ويتعرض نتانياهو لانتقادات حادة في الأوساط الإسرائيلية جراء فشل التنبؤ المسبق بالهجوم على المستوطنات المحاذية للقطاع قبل نحو 8 أشهر. وطريقة تعاطيه مع ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر أكثر من 118 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء. ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا. وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على مدينة رفح جنوبي القطاع. واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.