سياسة

ميليشيات الحوثي تهدد سفينتين في البحر الأحمر


قالت مذكرة صادرة عن شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم الأربعاء إن زورقا سريعا على متنه مسلحون اقترب من سفينتين كانتا تبحران قبالة ساحل ميناء الحديدة في البحر الأحمر باليمن.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قالت في وقت سابق إنها تلقت تقارير عن حادث في محيط مضيق باب المندب دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقالت أمبري إن ناقلة كيماويات ترفع علم جزر مارشال أبلغت عن “تبادل لإطلاق النار” مع زورق سريع على بعد 55 ميلا بحريا قبالة الحديدة. مضيفة أن الزورق اقترب من الناقلة وبدأ في إطلاق النار على مسافة 300 متر.

وتابعت أنه تم التواصل مع الناقلة من قبل جهة تدعي أنها البحرية اليمنية. وطلبت من السفينة تغيير مسارها لكن سفينة حربية تابعة. “للتحالف” نصحت السفينة بالاستمرار على مسارها الحالي.

ولم توضح تحديدا إلى أي تحالف كانت تشير ولكن من المعروف أن فرقة عمل التحالف .(إس.تي.إف) هي الذراع التنفيذية للتحالف الدولي لأمن. وحماية حرية الملاحة البحرية (آي.إم.إس.سي) .والتي تم تأسيسها عام 2019 للتصدي للتهديدات المتزايدة التي تواجه الملاحة وتدفق التجارة.

وذكرت أمبري بعد وقت قصير من واقعة الناقلة أن الزورق السريع اقترب من ناقلة بضائع ترفع علم مالطا على بُعد 52 ميلا بحريا قبالة سواحل الحديدة .وأضافت أنها ستقدم تحديثات حالما تكون ذات صلة.

وبشكل منفصل، أبلغت منظمة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة عن وقوع حادث في بحر العرب على بعد حوالي 90 ميلا بحريا قبالة مدينة الدقم الساحلية العمانية .ولم تقدم مزيدا من التفاصيل لكنها نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

وياتي هذا التهديد الجديد في خضم توتر في المنطقة .وتهديد الحوثيين باستهداف السفن المتجهة الى الموانئ الإسرائيلية بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة.

والثلاثاء قال الجيش الأميركي في بيان إن صاروخ كروز مضادا للسفن أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها الحوثيون أصاب ناقلة تجارية نرويجية. مما تسبب في حريق وأضرار لكن لم تقع خسائر بشرية.
وتدخل الحوثيون في اليمن في الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس. الذي تسربت تبعاته في أنحاء الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل .وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ هاجمت سفنا في ممرات ملاحية حيوية وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل نفسها.
وقال الحوثيون السبت إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسياتها وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية .فيما حذرت واشنطن وتل ابيب من استهداف الملاحة البحرية مهددتين باستخدام الحلول العسكرية.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن ارسال السفينة الحربية المزودة ;بالصواريخ ساعر 6 في البحر الأحمر لحماية السفن المتجهة الى إسرائيل.

وفي إشارة الى حجم التهديد الذي يلحق بالملاحة البحرية  قالت مصادر إن تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر ترتفع مع تصعيد الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن. التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل في غمرة مخاوف من أن يمتد تأثيرها إلى تعطيل الإمدادات العالمية التي تبحر عبر المنطقة.
وقال الحوثيون في اليمن، اليوم الثلاثاء. إنهم قصفوا ناقلة تجارية نرويجية بصاروخ في أحدث احتجاج لهم على الغزو الإسرائيلي لغزة. مما يسلط الضوء على مخاطر الصراع الذي يهز الشرق الأوسط.
وقال دنكان بوتس نائب أميرال سابق في البحرية الملكية البريطانية. وقائد سابق للأمن البحري في الخليج، إن 23 ألف سفينة تقريبا تمر عبر مضيق باب المندب الضيق. الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن، وهذا يسهل “الاستهداف وخيارات الهجوم”.
وأضاف بوتس الذي يشغل الآن منصب مدير شركة يونيفرسال ديفينس آند سيكيوريتي سوليشنز الاستشارية .”هذه الهجمات تحمل في طياتها القدرة على أن تصبح تهديدا اقتصاديا استراتيجيا عالميا أكثر بكثير من مجرد تهديد جيوسياسي إقليمي”.

وأدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر. ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين بإبحارها عبر هذه المناطق. وكذلك دفع علاوة إضافية عادة لفترة تغطية مدتها سبعة أيام.
وارتفعت علاوات مخاطر الحرب هذا الأسبوع إلى ما يتراوح بين 0.1 بالمئة. و0.15 بالمئة إلى 0.2 بالمئة من قيمة السفينة. مقارنة مع 0.07 بالمئة الأسبوع الماضي. وفقا لتقديرات السوق اليوم الثلاثاء. وعلى الرغم من أنه سيتم تطبيق خصومات متنوعة. فإن هذا لا يزال يترجم إلى عشرات الآلاف من الدولارات من الكلفة الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيزيل بروتكت المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية وهي جزء من شركة بن أندررايتنج للتأمين إن “الواقعة الأحدث تمثل درجة أخرى من عدم الاستقرار .الذي يواجه شركات التشغيل التجاري داخل البحر الأحمر. والذي من المرجح أن يظل يشهد معدلات مرتفعة على المدى القصير إلى المتوسط”.

وارتفع متوسط الأسعار اليومية للناقلات العملاقة التي تحمل مليوني برميل من النفط الخام كحد أقصى إلى أكثر من 60 ألف دولار يوميا مقابل نحو 40 ألف دولار يوميا الشهر الماضي. وفقا لتقديرات شركة برايمار لوساطة السفن.
واختارت بعض شركات الشحن بالفعل إعادة توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح بعيدا عن البحر الأحمر، مما أدى إلى زيادة أوقات الرحلة وكلف إضافية.
وقال مصدر أمني بحري “هذا هو الهجوم الأول ليلا فيما يبدو. مما يظهر قدرة جديدة (للحوثيين)”.
وقال ميناء أسدود بجنوب إسرائيل، وهو أحد الموانئ الرئيسية في البلاد. إن هجمات الحوثيين تشكل تهديدا مباشرا للتجارة البحرية الإسرائيلية.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن. في الرابع من ديسمبر/كانون الأول، إن المحادثات جارية لتشكيل قوة عمل بحرية “من نوع ما”. لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
وقال كيتاك ليم، الأمين العام لوكالة الشحن التابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء. إن الشحن التجاري يجب ألا يكون أبدا “ضحية جانبية للصراعات الجيوسياسية”. وأضاف أنه حث الدول الأعضاء على العمل معا لضمان “ملاحة عالمية آمنة ودون عوائق”.

ونفت الحكومة اليمنية الأربعاء مشاركتها في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية. تعليقا على أنباء بهذا الخصوص.
جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية. أورده الموقع الإلكتروني للوزارة “سبتمبر نت” دون ذكر اسمه.
وأوضح الموقع أن “مصدرا مسؤولا بوزارة الدفاع. نفى الأنباء المتداولة التي تحدثت عن مشاركة الحكومة اليمنية في تحالف دولي جديد لحماية خطوط الملاحة البحرية. التي تتعرض لاعتداءات إرهابية من قبل المليشيات الحوثية“.
وأضاف أن “دراسة قرارات سيادية من هذا النوع هي من المهام .والاختصاصات الحصرية بالمؤسسات والسلطات العليا للدولة”.
وشدد المصدر على أهمية “دعم قدرات الحكومة اليمنية. وأجهزتها المعنية بحماية المياه الإقليمية لردع تهديدات المليشيات الحوثية واحتواء تداعياتها الكارثية على حرية الملاحة الدولية. والأوضاع الإنسانية في اليمن، والسلم والأمن الدوليين”.
وأكد المصدر “موقف الجمهورية اليمنية المبدئي .والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن النفس وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة”.
يأتي ذلك بعد ساعات من حديث وسائل إعلام محلية. ودولية عن مشاركة الحكومة اليمنية في تحالف دولي لحماية الملاحة البحرية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى