سياسة

ميليشيات الحوثي تهدد بنسف التهدئة وتعقيد جهود السلام


في خطوة قد تهدّد بنسف كافة الجهود التي تبذلها جهات إقليمية ودولية لإطلاق عملية سلام في اليمن، رفضت ميليشيات الحوثي الحوار مع أيّ جهة داخلية، وعبّرت عن تمسّكها بالتفاوض مع المملكة العربية السعودية دون غيرها.

هذا الموقف نشرته الميليشيات الانقلابية في مقال نشرته في الصحف التابعة لها تحت عنوان “خارطة طريق العدوان لا تلبي مطالب الشعب اليمني“، وجاء فيه أنّ “تحالف العدوان عاد إلى الالتفاف على أسس ومتطلبات السلام العادل في اليمن، حيث عاد مرة أخرى إلى الحديث عن ضرورة إجراء مفاوضات يمنية ـ يمنية لتكريس كذبة الحرب الأهلية، وتمكين دول العدوان من التنصل من الالتزامات التي تحاول تجاوزها من خلال الإعلان عن خارطة طريق لا تلبّي مطالب الشعب اليمني”.

وأشار المقال إلى اللقاء الذي جمع مؤخراً في الرياض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ورئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، وما صدر خلاله من تأكيد المملكة تشجيعها “الأطراف اليمنية على التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة”.

وترجم هذا الخطاب، بحسب مراقبين، رغبة المملكة في التحوّل من طرف رئيسي مشارك في الحرب اليمنية إلى راعٍ للسلام بين الأطراف المتصارعة، وفق ما أوردت صحيفة “العرب اللندنية”.

وعبّر العليمي أثناء اللقاء عن استجابته للجهود السعودية، مثنياً على “وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني، بما في ذلك مبادراتها وجهودها المستمرة لتجديد الهدنة وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

هذا، وأشار المقال إلى أنّ “التمسك بمسألة التفاوض بين الأطراف اليمنية يترجم إصراراً واضحاً على تجنب طريق السلام الفعلي الذي يلزم دول العدوان، وعلى رأسها السعودية، بكافة متطلبات الحل المتمثلة بإنهاء الحرب والحصار والاحتلال ودفع التعويضات، ويلزمها قبل ذلك بتنفيذ إجراءات بناء الثقة المتعلقة بالملف الإنساني، والتي تشمل رفع الحصار عن الموانئ والمطارات، ودفع مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز، ومعالجة ملف الأسرى، وهي إجراءات كان الرئيس المشاط قد أكّد مؤخّراً أنّ دول العدوان تواصل المماطلة فيها، معتبراً ذلك تصعيداً مستفزّاً يعطي الحق في الرد المماثل”.

ويرجّح مراقبون أن يكون الحوثيون بصدد تجميد الصراع عند النقطة التي وصل إليها راهناً، بعد أن حصلوا على نوع من الإقرار السعودي بالوضع الذي أوجدوه، ومن ضمنه سيطرتهم على مناطق واسعة من الأراضي اليمنية.

في الأثناء، تواصل الجماعة تصعيدها العسكري مع استهداف مخيم للنازحين في محافظة مأرب، وهو الأمر الذي لقي إدانات حكومية وإنسانية، خصوصاً أنّه تزامن مع زيارة مسؤولين أمميين إلى المحافظة، وذلك بعد أيام من هجوم إرهابي للجماعة استهدف قوة بحرينية موجودة في جنوب السعودية، وهجمات أخرى استهدفت استعراضاً للجيش اليمني في صعدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى