من هو الإمام البخاري؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها الإمام البخاري، أشهر محدث في الإسلام، وأهم علماء الحديث وعلوم الرجال والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة.
وللإمام البخاري مصنّفات كثيرة، أبرزها كتاب “الجامع الصحيح”، المشهور بـ”صحيح البخاري”، أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين وأعظم مصادر الأثر النبوي في التاريخ.
من هو الإمام البخاري؟
اسمه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وولد في بخارى إحدى مدن أوزبكستان عام 194 هجرية – 810 ميلادية، ومات والده وهو صغير، فتربى يتيمًا في كنف أمه التي أحسنت تربيته وحببته للعلم.
في طفولته، أصيب البخاري بمرض في عينيه وكاد يفقد بصره، لكنه تعافى من المرض، وكان يتمتع بالذكاء والنجابة والذاكرة القوية، وهي إحدى الصفات التي ساعدته لاحقاً في جمع الأحاديث النبوية.
حفظ الإمام البخاري القرآن الكريم وتلقى العلوم الأساسية في الدين وحفظ آلاف الأحاديث وهو صبي، وساعدته أجواء مدينة بخارى التي كانت مركزًا للعلم، وكان يرتاد حلقات العلماء ورجال الدين.
وعندما بلغ الـ16 من عمره، سافر البخاري رفقة أمه وأخيه أحمد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. لكنه تخلف عنهما للاستزادة من المعارف الدينية. وبقي هناك لمدة 6 أعوام وبدأ في جمع الأحاديث.
ومن مكة، سافر إلى العديد من البلدان. مثل بغداد والكوفة ودمشق ومصر وخراسان، وكان يجتهد في طلب المزيد من الأحاديث وتدوينها. وروي أنه كان يتوضأ ويصلي ركعتين قبل تدوين أي حديث.
وعرف الإمام البخاري بمنهجه الصارم في رواية وتدوين الحديث. إذ كان يستقصي من الرواة والأسانيد، واتبع طريقة فريدة في التصنيف والتدقيق. وصنّف ما يزيد على 20 مؤلفا منها “الأدب المفرد” و”التاريخ الكبير”.
صحيح البخاري
وضع الإمام البخاري كتاب “الجامع الصحيح” أو “صحيح البخاري”. ويعد أول كتاب صنف في الحديث الصحيح المجرد، وهو دليل على الإخلاص والذكاء. واستغرق وضعه 16 عاما في رحلات شاقة.
وذكر البخاري مصدر فكرة كتابه، قائلا: “كنت عند إسحاق ابن راهويه. فقال: لو جمعتم كتابا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح”.
وتوفي الإمام البخاري عام 256 هـ – 869 م في سمرقند بعد صراع مع المرض. بعدما طرده حاكم بخارى لأنه رفض أن يذهب لتعليم أبنائه دون العامة. وقال: “لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس”.