من مبارك إلى السيسي… مصر تغلق الباب أمام توطين الفلسطينيين في سيناء
تشير الأحداث الأخيرة في غزة إلى أنّ القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفاً هو الأخطر في تاريخها، خصوصاً مع تداول معطيات حول وجود مخطط لتصفية الأراضي الفلسطينية من أصحاب الأرض وإجبارهم على تركها.
هذا المخطط تحدّثت عنه وسائل إعلام مصرية، مؤكدةً أنّ مخطط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين في سيناء ليس جديداً، فقد تم طرحه في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وكان ردّه حاسماً، إذ تحدث عن تلك القضية تحديداً، “وكان على دراية كاملة بمخطط أمريكا وإسرائيل لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء التي باتت مطمعاً لهم، ولا يكلون ولا يملون من محاولات الحصول عليها بأيّ شكل”، بحسب موقع (صدى البلد) المصري.
وفي تسريب صوتي للرئيس الراحل مبارك، تحدث عن هذا الأمر تحديداً، وقال عمّا دار بينه وبين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل: “التفكير في سيناء هيكون كالآتي… إسرائيل عايزة تزق قطاع غزة في سيناء… قالي مرة نتنياهو، قالي في خريطة كدا موجودة، ادي قطاع غزة وأدي حدودنا، ولو نسيب الناس بتوع غزة نشوفلهم حتة، وهو بيشاور على سينا”.
وقال مبارك: “أنا دوؤروم (ذكي) في الحاجات دي، وأول ما شوفته بيشاور على سينا قولتله عايز تحطهم عندنا؟؟ إنسَ الموضوع… نتنياهو كان عايز يحط إيده على سيناء، قولتله إنسَ، انت عايز تبدأ حرب بينا وبينك تاني، الحدود لا أنا ولا أتخن منّي يقدر يقدم لهم”.
وما تزال مصر تحافظ على الموقف نفسه حيال القضية الفلسطينية، فقد كشف الخبير الاستراتيجي المصري والمقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سمير فرج، تفاصيل المكالمة التي تمّت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونتنياهو.
وقال فرج: إنّ هناك مكالمة حدثت بين نتنياهو والسيسي، بعد التصريحات الأخيرة من الجانب الإسرائيلي بشأن تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، وأوضح السيسي لنتنياهو أنّ مصر لا تقبل لأحد عبور الحدود، قائلاً: “الكلام ده تنسوه، ولو استمريتوا في هذه السكة، هيبدأ فصل جديد من العداوة بين مصر وإسرائيل”.
وشدد اللواء سمير فرج على أنّ مصر لن تسمح لأيّ أحد أن يخترق حدودها، موضحاً أنّ “الشعب المصري انتفض بعد الحديث الذي خرج من تل أبيب بشأن لجوء سكان قطاع غزة إلى سيناء، واختراق الحدود نتيجة الهجوم المكثف من قبل جيش الاحتلال على قطاع غزة”.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، عبر برنامج “صالة التحرير”، المذاع على قناة (صدى البلد)، أنّ الشعب المصري لن يسمح بذلك، وسيقف لكل من تسوّل له نفسه أن يفكّر في اختراق الحدود المصرية.
وقال: إنّ مصر ما زالت تدفع الثمن بدفاعها عن القضية الفلسطينية منذ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لافتاً إلى أنّ مصر في العدوان الأخير على غزة هي من بادرت بإعادة الإعمار بتوجيهات من الرئيس السيسي.
ولفت إلى أنّ مصر قادرة على حماية حدودها، موضحاً أنّ غزة أصبحت الآن معزولة عن العالم، بعد أن قامت إسرائيل بإغلاق المعابر الـ (4)، ولم يتبقَّ غير معبر واحد، وتمّ إيصال رسالة من الجانب الإسرائيلي إلى مصر بأنّها لن تسمح بدخول المساعدات المصرية إلى غزة، وهو مرفوض تماماً.
والسبت الماضي، أطلقت كتائب القسام هجوماً مباغتاً أثار الرعب في إسرائيل، وسميت العملية باسم “طوفان الأقصى”… وتُعدّ عملية “طوفان الأقصى” الحدث الأضخم خلال الأيام الأخيرة بعد تصاعد الأحداث في فلسطين، وعلى إثرها بدأت مخاوف من نزوح الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، بعدما قصفت إسرائيل غزة بشكل عنيف، وهدمت المساكن ومقرات الوزارات، لتصبح غزة غير صالحة للحياة.
