سياسة

من داخل غزة.. فيديو الرهينة يشعل الأسئلة: صفقة أم تهدئة؟


متسائلا بغضب: لماذا أنا هنا؟ بدا الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر في حالة مزرية، في مقطع فيديو نشرته له حركة حماس، التي أصدرت بيانا يوضح موقفها من الهدنة، في مسعى قد يزيد من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.

ألكسندر، الذي ظهر في شريط فيديو نشرته “حماس“، هو الرهينة “الأهم” من بين الرهائن لدى الحركة في غزة، لا سيما بعد أن طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق سراحه.

وكما كان متوقعا فإن رسالته المصورة أشعلت مشاعر مئات الإسرائيليين الذين تجمعوا في تل أبيب لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن ولو على حساب إنهاء الحرب.

أهمية الرسالة

تكتسب رسالته أهمية إضافية، لأنه جندي في وقت وقع فيه عشرات جنود الاحتياط، خلال اليومين الماضيين، رسائل تدعو الحكومة لإبرام اتفاق يعيد الرهائن ولو حتى على حساب إنهاء الحرب، مشيرين إلى أن الحرب تستمر لدوافع شخصية وليس أمنية.

ويقول ألكسندر في رسالته المصورة، التي كان يصيح فيها ويبكي أحيانا: “نحن حقا نعتقد أننا سنعود للديار أمواتا، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل”.

وأضاف: “كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الديكتاتور، بينما أنا أنهار جسديا وعقليا، سمعت قبل 3 أسابيع أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي وأنتم رفضتم وتركتموني”.

وتابع: “كل يوم أرى سكان إسرائيل يتظاهرون، يفعلون كل ما بوسعهم، لكن العالم لا يسمعهم، أرى صوري وصور زملائي في ميدان المخطوفين، وفي ميدان هابيما، وفي كل أنحاء تل أبيب، وفي كل شارع. لماذا تتجاهلون هذا الأمر؟ قولوا لي لماذا؟”.

وتوجه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلا: “الرئيس ترامب، كنت أؤمن بأنك ستنجح في إخراجي من هنا حيا، لماذا وقعتَ ضحية لأكاذيب نتنياهو؟ قل لي لماذا؟ لماذا أنا هنا أعاني الكوابيس كل ليلة؟”.

وهذا ثاني تسجيل مصور لألكسندر، بعدما ظهر في تسجيل بثته حماس في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال فيه: “لا أريد أن يكون مصيري مثل مواطني الأمريكي هيرش (غولدبرغ بولين)”.

وفي هذا الصدد قال: “قولوا لي لماذا؟ لماذا أنا هنا ولست في المنزل مع عائلتي وأصدقائي؟ لماذا أصوّر الآن الفيديو الثاني لي؟”.

وأضاف ألكسندر: “أريد حقا العودة إلى الديار سالما، وأن أحتفل معكم بالعيد (عيد الفصح الذي بدأ اليوم)”.

اقتراح مصري

تأتي الرسالة في وقت تقول فيه إسرائيل إن ثمة تقدما باتجاه اتفاق على أساس اقتراح مصري وسطي ما بين مطالب إسرائيل و”حماس”.

وتطالب إسرائيل بإطلاق 11 رهينة أحياء كدفعة أولى، في حين تقول “حماس” إنها على استعداد لإطلاق 5 بينهم ألكسندر، أما الاقتراح المصري فيتحدث عن 8.

وقالت عائلة ألكسندر في بيان: “بينما نجتمع لقضاء أمسية العيد في الولايات المتحدة، تستعد عائلتنا في إسرائيل للجلوس حول مائدة عيد الفصح”.

وأضافت: “عيدان، جندي وحيد هاجر إلى إسرائيل وانضم إلى لواء غولاني للدفاع عن البلاد ومواطنيها، لا يزال أسيرًا لدى حماس. وأنتم تحتفلون بعيد الحرية، تذكروا أنه لا توجد حرية حقيقية طالما أن عيدان و58 رهينة آخرين ما زالوا خارج ديارهم”.

مكتب نتنياهو يرد

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو تحدث إلى والدي ألكسندر، يائيل وعادي، عقب نشر المقطع، وأعرب عن تضامنه.

وأخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي العائلة أن “جهدًا هائلاً يُبذل في هذه اللحظة بالذات لإعادة عيدان وجميع رهائننا إلى ديارهم”، وفقًا للبيان.

ونشأ ألكسندر، الذي يحمل جنسية مزدوجة، في تينافلاي، نيوجيرسي، وهاجر إلى إسرائيل في سن 18 للتطوع في لواء غولاني. وكان يقيم مع أجداده في تل أبيب ومع رفاقه العسكريين في كيبوتس هاتسور.

ويشكل نشر الشريط علامة حياة للجندي الإسرائيلي-الأمريكي.

بيان حماس

نشر المقطع، يأتي بالتزامن مع توجَّه الوفد المفاوض في حركة «حماس»، برئاسة خليل الحية، اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلبيةً لدعوة مصرية، للاجتماع والمتابعة مع الوسطاء من قطر والقاهرة، في إطار مواصلة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصّل لاتفاق وقف النار بغزة.

وفي بيان صادر عنها، أكدت حركة حماس أنها «تتعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني، والتوصّل إلى صفقة تبادل جادّة».

وتظاهر إسرائيليون في تل أبيب بالتزامن مع بدء عيد الفصح اليهودي. وتناول إسرائيليون عشاء الفصح مع أهالي الرهائن في المكان.

وقالت عنات أنغريست، والدة الجندي الأسير ماتان: “هذا العيد ليس على ما يرام، ماتان ليس على ما يرام، و59 رهينة ليسوا على ما يرام. وجودكم هنا يُظهر لنا أننا لسنا وحدنا. كان ينبغي أن يعود ماتان وجميع الرهائن إلى ديارهم منذ زمن طويل. أتذكر عيد الفصح الماضي، عندما ظننا أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق، لكن ذلك لم يحدث مرة أخرى. لا أصدق أن عامًا قد مر ولم ننل بعدُ الحرية لمواطنينا وأطفالنا. ابني هناك، يعاني، اليوم أيضًا”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى