سياسة

من النشأة إلى الحصار.. تفاصيل التواجد الإخواني في النمسا


فتحت النمسا يدها مرحبة، وتعاملت مع مجموعة مهاجرين بنية حسنة، قبل 60 عاما، لكنهم تحولوا إلى جماعة إرهابية في العقود الماضية، فالطبع غلب التطبع، ومن اعتاد النخر سرا في قواعد الدول وضرب تماسكها من الداخل، لا يستطيع التوقف عن هذه الأجندة السوداء، قبل أن تستفيق فيينا لشر اقترب، وتضرب بيد من حديد ذيول المكر والخداع وتردها خائبة.

ففي ستينيات القرن الماضي، أسست جماعة الإخوان الإرهابية وجودها الأول في جراتس جنوبي النمسا، على يد يوسف ندا وأحمد القاضي، وغرست وجودها المشبوه عن طريق إنشاء أماكن صغيرة للصلاة والاجتماعات، وبمرور السنوات، انتقلت الإخوان من مرحلة الجمعيات الصغيرة إلى المنظمة المظلية، وأسست رابطة الثقافة في مدينة جراتس، وفق دراسة للاستخبارات الداخلية وجامعة فيينا صدرت في 2017.

وبشبكة تمتد من جراتس إلى فيينا، وتملك عشرات الجمعيات والمساجد وشركات العقارات الربحية، وحضانات الأطفال، باتت الإخوان تملك مجتمعا موازيا متكاملا.

وفي المقابل، بدأت استفاقة الحكومة النمساوية، حين ضربت الإخوان أولا في مارس 2019، بحظر جميع شعاراتها ورموزها في البلاد، ثم ثانيا 2020، بإنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي الذي يراقب الجماعة على الأرض وفي غياهب الشبكة العنكبوتية.

وفي 9 من نوفمبر الماضي، جاءت الضربة الأكبر، حين داهمت الشرطة النمساوية أوكار الجماعة، ووضعت 100 شخص وعشرات العقارات والمقرات في تحقيقات واسعة عن نشاط الجماعة وشبكة تمويلها وتحركاتها السرية والعلنية، يرجح أن تقودها إلى المحاكم لأول مرة في أوروبا.

وفي 7 من يوليو الجاري، وضع البرلمان النمساوي من خلال حزمة تشريعات لمكافحة الإرهاب الأساس القانوني لمواجهة أكبر ضد الجماعة، تدور فصولها في الأشهر المقبلة، ويرجح أن تجتث الإخوان نهائيا وتقطع جذورها وقنوات تمويلها، وتنهي فصلا قاتما في بلاد الفن والحرية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى