سياسة

من العلا إلى العُلى


أتت القمة الخليجية الـ41 التي انعقدت في العلا بالمملكة العربية السعودية.

 لتسهم في تحقيق منجز استثنائي خليجي تاريخي على أكثر من مستوى، فهي بدعوتها إلى تعزيز مسيرة التعاون في مختلف المجالات ومختلف القضايا العربية والدولية، وتأكيدها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي وتعزيز وحدة الصف والتماسك، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، تستشرف أفقا قريباً للتكامل مجدداً في سبيل تحقيق الثوابت الرئيسية التي يجمع عليها قادة وشعوب الخليج العربي، وهي بنجاحها المرهون بالنوايا الحسنة والالتزام الكلي والسلوك الإيجابي، تعني أننا فعلاً ننتقل إلى مرحلة جديدة فريدة من التكامل وصولاً إلى الاتحاد الذي أرسى ركائزه الآباء المؤسسون، طيّب الله ثراهم، ودعا إليه، قبيل وفاته، المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله. 

وقد جاء البيان الختامي للقمة مؤكداً على التكامل الخليجي في المجالات الأمنية والعسكرية والصحية، راسما خارطة طريق لمستقبل واحد في مواجهة تحديات انتشار جائحة كورونا، وتحديات تغوّل الأطراف الإقليمية وأطماعها في خيرات دولنا، وتدخلها السافر في شؤوننا الداخلية خارقةً بذلك الأطر السيادية ومتحدية القوانين الدولية جميعها.

فمن العلا وبحروف من نور كتبت نهاية المشاريع الإقليمية في تمزيق لُحمتنا ووحدتنا، وعملت طويلاً، على مدى عقدٍ من الزمن، على تحريض الشعوب بإمكانات غير مسبوقة، وسعت لبث الانقسام وشكّلت حاضنة للإرهاب الذي استهدف العرب والمسلمين أولاً، وباسم الإسلام.

ومن العلا انطلقت رسالة واضحة حازمة على عادة قادة الحزم بأنّ أمننا الخليجي واحد لا يتجزأ، وأن لا مظلة إقليمية أو دولية تحمينا ما لم نحتمِ بنا، بأبنائنا الوطنيين الحريصين وجنودنا البواسل، بقدراتنا الذاتية، وبدرع جزيرتنا الذي بات القيادة الموحدة لقواتنا المسلحة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ومن العلا تنطلق قافة الرؤى المستقبلية المظفرة بإذن الله، من خطة الإمارات 2071، إلى رؤية السعودية 2030، ورؤية عُمان 2040، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، ورؤية الكويت 2035، ورؤية قطر الاقتصادية 2030، وصولاً إلى اتحاد تكاملي منسجم مع آمالنا وتطلعاتنا إلى أن يصل خليجنا إلى إطار وحدوي جامع يخدم المصالح السامية للأمة العربية، ويكون حائط صد لكل طامع، مع ما يعكسه ذلك من أمن وأمان ستعيشه شعوبنا مجتمعةً في ظل عالم تتهدده الأزمات وتتناهشه الأطماع، ومن إيمان راسخ بأننا مقبلون على مرحلة مفصلية من تاريخنا الحديث، عناوينها مسابير أمل، ومفاعل نووية للطاقة السلمية، ولقاحات شافية للبشرية من الوباء، ونيوم وغيرها، فمنطقتنا برسالة السلام وقيم التسامح والاحترام، وقياداتها الحكيمة ودولها الفاضلة، تستحق العُلى بريادة هذا العالم، خدمةً للإنسانية والإنسان أيا كان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى