سياسة

من السيرك إلى العيادة.. مرونة المفاصل تحت المجهر


هل صادفتَ يومًا شخصًا يستطيع تحريك مفاصله بطريقة تبدو أشبه بالخوارق، من مد الأصابع للخلف إلى ارتخاء المفاصل، قد يظن البعض أن هذه قدرات مذهلة أو مجرد خدع للحفلات، لكنها في الواقع حالة طبية نادرة.

من جانبه كشف الدكتور كونال سود، أخصائي التخدير وطب الألم التدخلي، أن هذه الظواهر ناتجة عن اضطراب في النسيج الضام.

متلازمة إهلرز-دانلوس
يسمى هذا الاضطراب متلازمة إهلرز-دانلوس، وهي مجموعة من اضطرابات النسيج الضام تؤدي إلى فرط مرونة المفاصل.

ويوضح الدكتور سود: “السبب الرئيسي هو خلل في إنتاج الكولاجين؛ ما يضعف الأوتار والأربطة التي تدعم المفاصل”.

وليس الأمر مجرد مرونة غريبة، إذ يعاني معظم المرضى آلامًا مزمنة تتجاوز نسبتها 90%، وهو ما يجعل التشخيص والعلاج صعبين للغاية.

فإذا كان لديك قريب أو صديق يظهر قدرات جسدية غريبة، فمن المرجح أن يكون مصابًا بألم مستمر.

لذا، يجب التعامل مع هذا الاضطراب بجدية وتعاطف، وعدم اعتباره مجرد وسيلة للترفيه أو الاستعراض في الحفلات. هذه حالة نادرة ومؤلمة، وليست مجرد مهارة خارقة.

كما كشف باحثون أمريكيون عن أدلة جديدة تشير إلى أن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي قد يمر بمرحلة صامتة تستمر لسنوات، قبل أن تظهر الأعراض التقليدية مثل التورم والألم.

وأوضحت الدراسة أن بعض الأشخاص يحملون أجسامًا مضادة تعرف باسم ACPAs في دمهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، رغم أن ليس جميع حاملي هذه الأجسام يطورون الالتهاب فعليًا.

وحدد الفريق العلمي وفقا لموقع “ساينس أليرت”، علامات إضافية يمكن أن تساعد الأطباء على توقع الخطر، مثل ارتفاع البروتينات الالتهابية وتغيّر سلوك الخلايا المناعية.

متابعة حالات عالية الخطورة
وتابع الباحثون 45 شخصًا يُصنفون في دائرة الخطر، ليتضح أن 16 منهم أصيبوا بالفعل بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

وأظهرت التحاليل أن الخلايا التائية والبائية لديهم كانت أكثر استعدادًا للتفاعل الالتهابي مع اقتراب التشخيص.

وتدعم النتائج الجديدة فرضية أن المرض يبدأ قبل سنوات من التشخيص السريري.

ورغم أن العلاجات الوقائية ما زالت في مراحلها الأولى، فإن عقار أباتاسيبت أثبت فاعلية أولية في تأخير المرض وعكس بعض نشاط الجهاز المناعي.

وقال الباحث كيفن دين، من جامعة كولورادو، إن هذه النتائج قد تساعد مستقبلًا على التنبؤ بشكل أفضل بمن سيُصاب بالمرض، إضافة إلى تحديد أهداف بيولوجية جديدة للوقاية وتحسين العلاجات.
 

 

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى