من الإغاثة إلى الشكوك.. مراكز المساعدات الأميركية تثير القلق في غزة

حين بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة، عملها اعتُبر أنها “طوق نجاة” لحل معضلة توزيع المساعدات في القطاع، لكنها بعد عدة أيام باتت تواجه تهما بأنها “فخ مميت”.
وقتل اليوم الأحد 30 فلسطينيا وأصيب قرابة 115 آخرين، بنيران إسرائيلية استهدفت أشخاصا كانوا متوجهين إلى مركز أمريكي لتوزيع المساعدات الغذائية، تابع للمؤسسة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها، إن “القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على المئات من المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات في مواصي رفح، ما أسفر عن مقتل 30 مواطنا على الأقل وإصابة 115 آخرين”.
-
غزة تُراقب التجربة الثانية: هل تصمد الآلية الإنسانية أمام الواقع؟
-
الردّ على المبادرة الأميركية يزيد تعقيد التهدئة في غزة
واعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن توزيع المساعدات في غزة بات “فخا مميتا”، مستشهدا بـ”تقارير تحدثت عن عدد كبير من الضحايا بين المدنيين الجائعين”.
وقال لازاريني عبر حسابه على منصة “إكس”: “يجب أن تكون عمليات إيصال المساعدات وتوزيعها واسعة النطاق وآمنة. ذلك لا يمكن تحقيقه في غزة إلا عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا“.
غزة.. الأكثر جوعا
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى ركام، حيث تقول الأمم المتحدة إن المساعدات التي سُمح بدخولها ليست سوى “قطرة في محيط” بعد حصار خانق لأكثر من شهرين.
والجمعة، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إنّ «غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم. 100% من السكان معرّضون لخطر المجاعة”.
عمل المؤسسة
وتشرف “مؤسسة غزة” على نموذج جديد لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد، ولا تشارك فيها.
-
مجزرة جديدة في غزة: 20 قتيلاً في قصف إسرائيلي على مدرسة
-
بين السياسة والميدان.. مصافحة رمزية تُفجّر المقترح الجديد لهدنة غزة
وتعمل المؤسسة مع شركتين أمريكيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، هما “يو.جي سولوشنز” و”سيف ريتش سولوشنز”.
وقالت المؤسسة إنها ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة مواقع توزيع آمنة، ثلاثة في الجنوب وواحد في وسط غزة، وسيجري افتتاح مواقع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة.
وأكدت أنها “لن تشارك أو تدعم أي شكل من أشكال التهجير القسري للمدنيين”، وأنه لا يوجد حد لعدد المواقع التي يمكنها فتحها أو أماكنها.
-
نزع سلاح حماس مقابل مشاركة سياسية.. مقترح جديد بشأن هدنة غزة
-
غارات دامية على غزة.. والأمم المتحدة تُحذر من كارثة إنسانية
التجويع ورقة مساومة
وقالت الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة “لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية”.
وأوضح توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المشكلات في الخطة التي كانت إسرائيل أول من طرحها هي أنها “تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية. تجعل التجويع ورقة مساومة”.
وتقول الأمم المتحدة إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي العمود الفقري لعمليات الإغاثة في غزة.
لكن المؤسسة تؤكد أن العمل مع إسرائيل لإيجاد “حل عملي لا يعد انتهاكا للمبادئ الإنسانية”.
-
تصاعد الغضب الداخلي والخارجي ضد حكومة نتنياهو بسبب مأساة غزة
-
إدخال محدود للمساعدات إلى غزة وسط أزمة إنسانية خانقة
لماذا الخطة البديلة؟
ومنعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي متهمة حركة حماس بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي أوائل أبريل/نيسان الماضي، اقترحت إسرائيل “آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات” إلى غزة.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها وقال إنها تهدد “بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعر حراري وحبة دقيق”.
-
هياكل خفية تدير غزة.. من يحكم حماس بعد تصفية قادتها؟
-
من الأنفاق إلى الحكم المدني.. تسريب تفاصيل خطة «عربات جدعون» للسيطرة على غزة
ومنذ ذلك الحين، تزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات.
وأقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن “الكثير من الناس يتضورون جوعا في غزة”.