سياسة

ممارسات الحوثي.. هل من رادع؟

محمد المسكري


تتوالى ممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية بمباركة نظام ولاية الفقيه في إيران.

يأتي ذلك بين قصف المليشيا للسكان الآمنين واستهداف بالطيران المسيّر لبنية تحتية تصدها دفاعات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية.

يضم السلوك الإرهابي الحوثي في اليمن جرائم إبادة جماعية، ترتكبها هذه المليشيا يومياً، خاصةً خلال هجومها لإعادة احتلال أجزاء من المحافظات اليمنية المحررة في شرق اليمن وجنوبه، فقد ارتكبت أعمالا انتقامية وجرائم ضد الإنسانية بحق سكان مديرية العبدية، الواقعة جنوب مدينة مأرب، بعد سيطرتها على مركزها مؤخراً وحصار خانق للمركز امتد لأكثر من 26 يوما، كما مارست أعمالا انتقامية بحق السكان في هذه المديرية، فداهمت منازل واختطفت عددا من الجرحى، ونهبت ممتلكات خاصة، منها المركبات ومحتويات البيوت، كما أحرقت المحاصيل الزراعية.

هذه الممارسات، التي ما كانت لتحصل وتستمر لولا الدعم الإيراني المستمر برعاية خاصة مباشرة من رأس نظام الملالي، ودعم لوجستي متعاظم من قبل الحرس الثوري الإيراني، نظرا لما تلعبه مليشيا الحوثي من دور أساسي في لعبة التخريب الإيرانية في منطقتنا العربية، كبيدق متقدم مهدد لاستقرار المنطقة وأمن وأمان شعوبها، وفي مقدمتهم شعب اليمن الذي يعاني ويلات وجود هذه المليشيا على أراضيه.

ولا يمكن عزل هذه الممارسات عن التصعيد الإيراني المستمر في مختلف ساحات التأثير بالمنطقة، من لبنان إلى العراق وصولاً إلى اليمن، مضافاً إلى كل ذلك ملف التخصيب النووي، الذي يعتبر أبرز مؤشر على مستوى التهديد الإيراني المتعاظم للمنطقة بأسرها، بل للعالم ككل، لنجد أنفسنا بذلك أمام خطة إيرانية للتحكم في مفاصل المنطقة عبر مواقع مختلفة، أولها لبنان، وما يجري من محاولة إلغاء سلطته القضائية وقواه السيادية من جيش وقوى أمن، عبر زجّها في أتون الصدام مع جماهير الأطراف المتنازعة، سعياً إلى إرهاقها واستنزافها، وثانيها مدينتا مأرب والبيضاء ومديريات الجنوب اليمني، التي يطمع الحوثي في احتلالها وصولاً إلى مناطق المخزون النفطي الاستراتيجي، أو ما يمكن أن يمثل أهدافاً استراتيجية أبعد بغرض التأثير على خطوط الملاحة الدولية في مضيق “باب المندب” والمياه الدولية لجنوب اليمن.

أمام هذه الجرائم ضد الإنسانية، مع ما ترتكبه المليشيات من زرع الأرض اليمنية بملايين الألغام التي تهدد مستقبل البلاد لعشرات السنين القادمة، أو قطع وسائل الاتصال والإنترنت، وتجويع أكثر من خمسين ألف مواطن، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وصولاً إلى قصف المستشفيات وتدميرها على رؤوس المرضى والجرحى.. أمام كل هذه الجرائم، نتساءل: أين هو الموقف الأممي الشاجب والمستنكر لهذه الممارسات؟، بل أين البند السابع لمجلس الأمن من الدعوة الخجولة من الأمم المتحدة لمليشيات الحوثي لوقف الأعمال العدائية في مديرية العبدية، للسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة وإجلاء جميع المصابين في القتال؟

أما آن الأوان لإيقاف هذه الحرب في اليمن؟، وهل من رادع لهذه المليشيات الخارجة من كهوف العصور الوسطى، محاولةً أن تفرض علينا منطق القوة والإقصاء بدعم إيراني مسكوت عنه من العالم كله؟

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى