سياسة

مليشيا الحوثي.. تهديد متنامٍ للأمن والاستقرار الإقليمييْن


جعلت جماعة الحوثي، بانقلابها على الشرعية، اليمن في وضع مأساوي، واستوفت كل معايير الإرهاب؛ من العداء الحقيقي لمعاني الحياة والبناء، إلى تبني ثقافة الكراهية. فلقد أظهرت المدن المحررة آلاف الألغام التي زرعتها الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران. كما فجرت الجسور والطرقات، واستهدفت الأحياء السكنية، قتلت وأصابت آلاف الأطفال، واستخدمتهم كدروع بشرية، وزدت بهم في حربها ضد الشرعية.

استخدمت المليشيا الحوثية في حربها كل وسائل العنف والقتل والتخريب.. بما في ذلك قصف المدنيين وارتكاب جرائم قتل جماعية. وحتى دور العبادة لم تسلم من الإرهاب الحوثي.

وهذا كله فقط على المستوى الداخلي، أما خارجياً فقد تجاوزت على دول الجوار في اعتداءات غاشمة استهدفت خلالها مناطق مدنية آمنة في السعودية ومؤخراً في الإمارات. كما تستخدم ميناء الحديدة لإطلاق الزوارق الملغومة واستهداف سفن الشحن في البحر الأحمر.

وقد يسأل البعض: هل الجماعة الحوثية إرهابية؟ والجواب بكل تأكيد: نعم، هي جماعة إرهابية بامتياز.

ضرورة إعادة الحوثي لقائمة الإرهاب

في الوقت الذي يواصل فيه كبار مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي بحث التفاصيل الخاصة بإمكانية إدراج ميليشيات الحوثي من جديد على قائمة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة. شددت أوساط بحثية في واشنطن، على ضرورة تبنى إدارة الرئيس جو بايدن استراتيجية أوسع نطاقاً، حيال هذه العصابة الدموية. لمواجهة ما تشكله من تهديدٍ متنامٍ للأمن والاستقرار الإقليمييْن.

ودعا باحثون أميركيون البيت الأبيض، إلى إدراك أن بقاء الحوثي قابضاً على زمام السلطة في صنعاء منذ الانقلاب الذي نفذه في خريف 2014، سيقود إلى استمرار التهديد الذي يواجهه الشرق الأوسط جراء ذلك. لا سيما أن هذه المجموعة الإجرامية، تعتبر نفسها جزءاً من محور أكبر، يضم كذلك ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في لبنان، وغير ذلك من الجماعات المسلحة الدموية، المدعومة من أنظمة مارقة في المنطقة.

الدعم الإيراني للحوثي

عبر الارتباط بهذا المحور الإرهابي، تحصل ميليشيات الحوثي على أسلحة متطورة، تتضمن صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة وزوارق مفخخة. كما تحظى بالدعم الدبلوماسي والإعلامي، وذلك في محاولة يائسة لتبرير الجرائم التي ترتكبها سواء في الداخل اليمني أو عبر الحدود.

وفي هذا السياق، قالت الباحثة الأميركية كاثرين زيمرمان، في مقال بموقع كريتيكال ثريتس، إنه على إدارة بايدن أن تبدي اهتماماً أكبر بمواجهة تهديد الميليشيات الحوثية. وأن تتبنى على هذا الصعيد استراتيجية أكثر شمولاً، لا تقتصر فقط على إعادة وضع هذه العصابة، على القائمة السوداء في الولايات المتحدة.

وشددت زيمرمان على أن الاعتداءات الطائشة، التي نفذتها ميليشيات الحوثي مؤخراً عبر الحدود، واستهدفت فيها منشآت مدنية ومرافق ذات صلة بإنتاج النفط، تبرز الخطر الذي يُحدق بالشرق الأوسط بفعل أنشطة التنظيم الإرهابي.

اتخاذ الإجراءات اللازمة

وطالبت الباحثة البارزة في مركز أميركان إنتربرايز إنستيتوت، للدراسات والأبحاث بالولايات المتحدة، إدارة بايدن باتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لهذا الخطر، الذي يفاقم استمراره. الحرب المتواصلة في اليمن منذ أكثر من 7 سنوات، والتي قادت لأن يعاني سكانه من إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بأسره.

وأكدت زيمرمان أن الحلول الجزئية لا تكفي لكبح جماح الخطر الحوثي، مشيرة إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة، حاولت التعامل مع هذه المشكلة بسبل مختلفة خلال السنوات الماضية، سواء عبر السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، أو من خلال إقناع الأنظمة الداعمة للميليشيات الحوثية الإرهابية بوضع حد لهذا الدعم ولكن ذلك لم يُجدِ نفعا حتى الآن.

وشددت الباحثة الأميركية على أن استمرار التهديد الحوثي لحلفاء وشركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يوجب على إدارة بايدن الرد على ذلك، والتحرك بجدية لإنهاء الوضع الراهن، الذي يشكل خطراً على إمدادات النفط من جهة، وحركة الملاحة والشحن البحري من جهة أخرى.

وتأتي هذه الدعوة من جانب زيمرمان، بعد أيام قليلة من توجيه أعضاء بارزين في الكونجرس، رسالة إلى الإدارة الأميركية، يحثونها فيها على ضرورة التحرك بصرامة ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية دون إبطاء، وإبداء الدعم الكامل للحلفاء في المنطقة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى