مقتدى الصدر يضع اللمسات الأخيرة على عودته للساحة السياسية


باتت عودة مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) إلى الساحة السياسية شبه مؤكدة. فيما كشفت مصادر مطلعة أن الصدر يراهن على الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل لاستعادة زمام المبادرة وترميم هزائمه التي تكبدها في مواجهة خصومه من القوى الشيعية المنضوية تحت مظلة “الإطار التنسيقي”

وأفاد موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي نقلا عن قيادي بارز في التيار الوطني الشيعي أن الهيئة السياسية عقدت خلال اليومين الماضيين اجتماعات تم خلالها التباحث بشأن “ترتيب الأوراق للعودة السياسية للتيار خلال المرحلة المقبلة”. لافتا إلى أنه “سيكون مشاركا بقوة في نتخابات مجلس النواب المقبلة”.

وكشف المصدر نفسه أن التيار أعدّ خارطة طريق تمهد لعودته إلى الساحة السياسية بداية من العام المقبل من خلال الترويج لأهدافه المستقبلية.

وتابع أن “الصدر لا يريد إعلان العودة السياسية خلال الفترة الحالية”. مضيفا أنه “يعمل على إعادة ترتيب الوضع السياسي والانتخابي الداخلي للتيار الوطني الشيعي لتكون العودة للنشاط في مرحلة لاحقة عبر الجماهير”.

وكثّف مقتدى الصدر خلال الآونة الأخيرة من محاولاته للتأثير في الرأي العام تمهيدا لوضع حد لانكفائه السياسي مستغلا العديد من الحوادث ومن بينها الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. ودفع بأنصاره إلى الشارع مستعرضا قدرته على التعبئة.

وشكّلت حملته التي أفضت إلى إعلان “عيد الغدير” عطلة رسمية في العراق دليلا قاطعا على سعيه لكسب تأييد شعبي لعودته إلى الساحة السياسة .وتوجيه رسائل إلى خصومه تفيد بأنه محط إجماع واسع رغم تأكيده في تصريحات سابقة تمسكه باعتزال العمل السياسي. منتقدا ما يصفه بـ”استشراء” الفساد في كامل البلاد.

وأكد قيادي في التيار الصدري في تصريح سابق أن “تحركات الصدر نحو القواعد الشعبية وتوجيه نواب الكتلة الصدرية السابقين. تأتي ضمن الاستعدادات السياسية والشعبية لعودة الصدريين للمشهد السياسي انطلاقا من انتخابات مجلس النواب المقبلة”، وفق موقع “شفق نيوز”.

وانسحب التيار الصدري بتوجيه من زعيمه من العملية السياسية في أغسطس/آب 2022 وقرر عدم المشاركة في أي انتخابات. مبررا موقفه بأنه يرفض المشاركة مع من يصفهم بـ”الساسة المفسدين”.

وسحب مقتدى الصدر نواب كتلته من البرلمان .بعد سلسلة أحداث بدأت بتظاهرات لأنصاره وانتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلّحة منضوية ضمن هيئة “الحشد الشعبي”.

ومهّدت مقاطعة الصدريين لانتخابات مجالس المحافظات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي الطريق لتصدّر قوى الإطار التنسيقي الشيعية الموالية لإيران لنتائجها. ما عزز نفوذها في العديد من المحافضات.

وتعقد الغالبية الشيعية في البلاد آمالا كبيرة على عودة الصدر إلى المشهد السياسي. خاصة أنصاره ومعظمهم من أتباعه المتدينين والفقراء الذين يعتبرونه نصير الضعفاء.

ويرى محللون أن عودة الصدر إلى السياسة من بوابة انتخابات 2025. قد تهدد النفوذ المتزايد لخصومه وفي مقدمتهم القوى الشيعية الموالية لإيران وفصائل مسلحة عراقية قريبة من طهران.. متوقعين أن تؤدي إلى تقويض الاستقرار النسبي الذي يشهده العراق.

Exit mobile version