سياسة

مفاوضات هدنة غزة تنتهي باتفاق على جولة جديدة في القاهرة


قال بيان مشترك من مصر وقطر والولايات المتحدة أكدت فيه دول الوساطة أن واشنطن قدمت الجمعة اقتراحا لوقف إطلاق النار في غزة “يقلص الفجوات بين الطرفين ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس (الأميركي) جو بايدن في 31 مايو (ايار) 2024 وقرار مجلس الأمن رقم 2735″.

لكن قياديا في حماس قال إن “ما أُبلغت به الحركة اليوم حول نتائج اجتماعات الدوحة لوقف إطلاق النار لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه يوم الثاني من يوليو”.

وصدر البيان المشترك للدول التي تتوسط بين إسرائيل وحماس حول وقف لإطلاق النار بعد أن التقى المفاوضون في الدوحة يومي الخميس والجمعة في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار.

وأعلنت كذلك أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، بعدما قدّمت واشنطن اقتراحا “يقلص الفجوات” بين إسرائيل وحركة حماس خلال محادثات الدوحة.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة بات “أقرب من أي وقت مضى”، مضيفا على هامش احتفال في البيت الأبيض “لم نتوصل بعد إلى اتفاق”، لكنه تدارك أن بلوغ تسوية بات أكثر قربا “مما كان عليه الوضع قبل ثلاثة أيام”.

وتجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه بايدن في 31 مايو/ايار وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا للنار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتابع البيان “يبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.

وأضاف “سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم”، مشيرا إلى أن محادثات الدوحة على مدى الساعات الـ48 الماضية كانت “جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.

غزة بين القتل والتجويع
غزة بين القتل والتجويع

وفي انتظار استئناف المحادثات في القاهرة، ستواصل الفرق الفنية العمل على التفاصيل “بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين”، بحسب البيان.

وفي إعلان مشترك الأسبوع الماضي، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه “لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيدا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق”.

وأورد بيان الجمعة “الآن أصبح الطريق ممهدا لتحقيق هذه النتيجة وإنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة لشعب غزة وتهدئة التوترات الإقليمية”.

ومن المرجح أن يعطي الاتفاق في حال التوافق النهائي حوله دفعة لجهود التهدئة، بينما قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إنه من المتوقع أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، مضيفا أن الوفد الإسرائيلي في محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة سيعود إلى إسرائيل الليلة.

من بين الصعوبات ترتيب وتسلسل خطوات الاتفاق وعدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم والرهائن الإسرائيليين

وبدأت أمس الخميس أحدث جولات المحادثات المتقطعة لإنهاء الحرب في غزة التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ولم تشارك حركة حماس الفلسطينية مباشرة في المحادثات، لكن يتم إطلاعها على ما يتحقق من تقدم.

ومن النقاط الخلافية إصرار إسرائيل على أن السلام لن يتحقق إلا بالقضاء على حماس، بينما تقول الحركة الفلسطينية إنها لن تقبل إلا بوقف دائم لإطلاق النار وليس مؤقتا.

ومن بين الصعوبات الأخرى ترتيب وتسلسل خطوات الاتفاق وعدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم إلى جانب الرهائن الإسرائيليين والسيطرة على الحدود بين غزة ومصر وحرية حركة الفلسطينيين داخل غزة.

وذكر مسؤولون بقطاع الدفاع أن الوفد الإسرائيلي في المحادثات يضم رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.

وأرسل البيت الأبيض مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى المحادثات. كما يشارك فيها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل.

وتُعقد المحادثات في أجواء تخيم عليها مخاوف من التصعيد في المنطقة، إذ تهدد إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران يوم 31 يوليو/تموز.

ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أميركية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى منع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى