سياسة

مع افتتاح سفارتها في بوركينا فاسو.. روسيا ترسخ أقدامها في أفريقيا


 

 تعيد روسيا افتتاح سفارتها في بوركينا فاسو المغلقة منذ العام 1992، وفق ما أفادت مصادر حكومية في واغادوغو والسفير الروسي في ساحل العاج المعتمد في بوركينا، وذلك في إطار سياسة الكرملين في ترسيخ أقدامها في أفريقيا التي برزت كأولوية استراتيجية جادة وساحة معركة جديدة في صراعها مع الغرب على النفوذ.

وأعلنت حكومة بوركينا فاسو في بيان إن روسيا ستفتتح رسميا سفارتها في واغادوغو الخميس، وأوضحت أن هذا الإعلان يأتي بعد مناقشات جرت الأربعاء حول هذه المسألة بين وزير الخارجية البوركينابي المعين حديثا كاراموكو جان ماري تراوري، والسفير الروسي لدى ساحل العاج المعتمد لدى بوركينا فاسو، أليكسي سالتيكوف.

ودخلت علاقة بوركينا فاسو التي يقودها مجلس عسكري، مع روسيا مرحلة جديدة منذ أن طردت واغادوغو القوات الفرنسية في فبراير/شباط الماضي في خطوة غذت تكهنات بأنها ستعزز علاقاتها الأمنية مع موسكو على غرار مالي المجاورة، حيث تنشط مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.

وشهدت السنوات الأخيرة توسيع وجود موسكو في جميع أنحاء القارة من خلال إنشاء ترتيبات لقواعد عسكرية جديدة، ونشر القوات غير النظامية أبرزها مجموعة “فاغنر” في النزاعات الإقليمية وزيادة مبيعات الأسلحة لعدد من أنظمة القارة.

ويدرك الغرب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل إفريقيا “أولوية قصوى”. ومع ذلك فإن النطاق الحقيقي لمخططات روسيا وترسيخ أقدامها في أفريقيا لايزال غير مفهوم بشكل صحيح من قبل الغربيين. وعلى النقيض من ذلك، فإن المسؤولين الأفارقة مقتنعون بأن روسيا تنتهج استراتيجية طويلة المدى تتضمن “محاولة تغيير طريقة عمل الجيوش في القارة” وجلب المزيد والمزيد من الدول الإقليمية إلى فلكها الجيوسياسي.

وكان السفير الروسي سالتيكوف يقيم حتى الآن في أبيدجان ولكنه قام برحلات منتظمة إلى واغادوغو في الأشهر الأخيرة. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس عن سالتيكوف قوله “وصلنا إلى واغادوغو لاستئناف أنشطة السفارة الروسية في هذا البلد الذي يعد شريكنا منذ فترة طويلة وتربطنا به روابط صداقة متينة”. وأضاف أنه سيتولى لفترة أولى إدارة البعثة الدبلوماسية في بوركينا فاسو.
وأكد أنه “على الرغم من غياب وجودنا المادي هنا، لم يتوقف التعاون الثنائي يوما في المجالين السياسي والاقتصادي”.

وتسعى بوركينا فاسو التي يقودها نظام عسكري منذ أيلول/سبتمبر 2022، إلى تنويع شركائها منذ انفصالها عن فرنسا واقتربت بشكل واضح من روسيا حيث أصبحت تبحث عن حلفاء جدد. ووقعت الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاقاً مع روسيا لبناء محطة نووية “تغطي احتياجات السكان من الطاقة”، في بلد لا تصل الكهرباء فيه سوى إلى ربع السكان، وقالت في بيان إن “بناء هذه المحطة النووية في بوركينا فاسو يهدف إلى تغطية احتياجات السكان من الطاقة”.

وأكدت أن الاتفاق يجسد رغبة الرئيس إبراهيم تراوري التي أعرب عنها في يوليو/تموز الماضي في القمة الروسية الإفريقية، خلال حديث مع نظيره بوتين بمدينة سان بطرسبرغ الروسية الذي قال بدوره إن موسكو “تولي اهتماما كبيرا بتطور العلاقات مع بوركينا فاسو، وعليه قررنا إعادة فتح سفارتنا هناك المغلقة منذ 1992”. وأعرب عن “ثقته بأن قرار فتح السفارة في بوركينا فاسو سيعطي دفعة لتنمية التعاون بين الدولتين”،

ويحكم إبراهيم تراوري بوركينا فاسو بعدما وصل إلى السلطة من خلال انقلاب في سبتمبر 2022 كان الثاني خلال ثمانية أشهر. ومنذ وصوله إلى السلطة، ابتعدت بوركينا فاسو عن فرنسا. الشريك التاريخي والقوة الاستعمارية السابقة. وسحبت فرنسا قواتها المنتشرة في البلاد لمكافحة المتمردين، بطلب من القيادة الجديدة. وتقربت واغادوغو بشكل ملحوظ من موسكو.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى