معاناة المدنيين في مخيمات غزة لا تلقى آذانًا صاغية
معاناة كبرى يعيشها مواطني قطاع غزة، الجوع والأمراض تنهش أرواحهم بجانب القصف المستمر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، حيث إن هناك أزمات متعددة بطلها الحرب التى بدورها كانت أزمة كبري خلال 7 أشهر.
ومع اجتياح الجانب الإسرائيلي لشرق مدينة رفح التى يكتظ بها ما يقرب من 1.7 مليون مواطن أغلبهم من نازحي الشمال، وغلق المعابر الحدودية بات الوضع في القطاع مميتًا، حيث إن هناك مستشفيات توقفت عن العمل نتيجة لعدم تواجد الوقود.
نزوح جديد
وآخر تطورات الحرب والوضع الإنساني في قطاع غزة نزوح نحو 450 ألف شخص من رفح في جنوب قطاع غزة منذ أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء في السادس من مايو الحالي، وفق ما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
كما أن أغلب النازحين “الجدد” عادوا إلى مدينة خان يونس التى سيطر عليها حزناً كبيراً في ظل عدم توافر أي شيء نتيجة للحرب، وامتلأت بالمئات من المخيمات التي تفتقر إلى الماء والطعام والرعاية الصحية اللازمة لسكانها.
القلق من الحرب
ويعاني سكان هذه المخيمات من الشعور الدائم بالقلق من الهجمات الإسرائيلية عليهم، وأيضًا من احتمالية إصابتهم بأي مرض في ظل نقص الدواء والرعاية الصحية، في الوقت الذي يعانون فيه من الجوع والعطش الشديدين ويكافحون في بيئة غير نظيفة لا توجد بها حتى مراحيض.
ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين زعموا أنه سيتم تقديم المساعدات الإنسانية الدولية حسب الحاجة للأعداد الهائلة من النازحين، فإن الواقع مختلف تمامًا، خاصة وأن المعابر قد أغلقت.
وحذرت “الأونروا” من أن البنية التحتية في خان يونس دمرت بالكامل، وقالت: لا توجد مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي، مشيرة إلى أن النازحين الفارين من رفح يعودون إلى المناطق المدمرة التي لا تصلح للعيش بأي حال من الأحوال.
وبلغت حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر أكثر من 35 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، بحسب الحصيلة التي أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني، إيمن الرقب: إن الوضع الإنساني منذ بدء الحرب وحتى الآن لا يوجد به أي شيء إنساني، فلا غذاء ولا دواء ولا حتى مياه شرب، ولا توجد بنية تحتية داخل المخيمات، والإمدادات الجديدة التي تصل بالطبع محدودة للغاية وذلك بعدما أغلقت المعابر الحدودية مع مصر.
وأضاف الرقب إن رائحة الصرف الصحي في مخيمات النازحين الأكثر ازدحامًا لاذعة، وهناك نفايات صلبة متراكمة على جانب الطريق بسبب عدم وجود عدد كاف من الموظفين المختصين في التخلص من النفايات، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض مثل الكوليرا والأمراض الجلدية المعدية، وبالتالي أصبح الكثير من الناس مرضى بسبب هذا الأمر، وأدى في النهاية إلى أنه لا توجد حياة للمدنيين من سكان القطاع.
بينما أكد الباحث السياسي الفلسطيني طلال أبو ركبة، أن الأوضاع في قطاع غزة مهينة وغير إنسانية نتيجة للحرب، وإسرائيل مع ذلك مستمرة وتقتحم مدينة رفح، كما أن الاحتياجات الأساسية تباع في القطاع بأضعاف أضعاف ثمنها، وذلك إن وجدت، والأطفال هم الأكثر عرضة للمخاطر، ومع ذلك لا يوجد أحد ينظر إلى ما يحدث في ظل رفض إسرائيل إلى هدنة.
وأشار أبرو ركبة إلى أنه يضطر الكثير من النازحين إلى السير مسافات طويلة للحصول على القليل من الماء، ولا يستطيعون شراء ما يكفي من الغذاء، كما إنهم أصبحوا نازحين النزوح، فكم مرة تم نزوحهم، العديد من المواطنين في أزمة كبري ولا أحد يستمع.