مطالبة مرشح رئاسي محتمل للمصالحة مع الإخوان تفجر جدلا في مصر
أثارت دعوة مرشح محتمل لانتخابات الرئاسية المصرية التي من المتوقع أن يتم تقديم موعدها، إلى المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، جدلا في الوسط السياسي.
فيما يتردد أن رئيس حزب الكرامة سابقا أحمد طنطاوي يخطط لتشكيل جبهة سياسية في مواجهة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وتأتي هذه الدعوة على وقع حوار وطني وعلى ضوء أزمة اقتصادية حادة وقلاقل اجتماعية بسبب تردي الوضع والقدرة الشرائية للمصريين.
ولا تجد هذه الدعوة صدى شعبيا ولا سياسيا بقدر ما اعتبرها البعض نكأ لجراح العشرية الماضية التي شهدت ثورتين حملت الأولى معها جماعة الإخوان للحكم وأطاحت الثانية بهم من السلطة وشكلت بداية انهيار مشروع التمكين في المنطقة وهي الفترة التي نشطت فيها عمليات الإرهاب بعد أن أطاح الجيش بالرئيس في 2013 بمحمد مرسي المحسوب على التيار الاخواني.
وقتل المئات من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين مسلمين وأقباط في اعتداءات إرهابية أعقبت الإطاحة بحكم الإخوان، بينما أدارت قيادات اخوانية فرت للخارج حملة تحريض على العنف للإطاحة بالنظام، فيما يحاكم المئات من قيادات الجماعة بتهم تتعلق بالإرهاب
واجتمعت الحركة المدنية وحزب المحافظين مؤخرا مع حزب الكرامة، دون أن تتضح مواقفها من الدعوة للمصالحة مع الاخوان، ما دفع حزب ‘الجيل الديمقراطي’ برئاسة ناجي الشهابي إلى دعوة تلك الأحزاب للإعلان عن موقف واضح من تلك الدعوة.
ونشر حزب ‘الجيل الديمقراطي’ بيانا على حاسبه الرسمي بفيسبوك قال فيه إن مكتبه السياسي “ناقش الأنباء التي حملتها المواقع الإخبارية والبرامج الفضائية عن لقاء أحزاب الحركة المدنية بالرئيس السابق لحزب الكرامة النائب السابق أحمد طنطاوي، كمرشح رئاسي محتمل والذي صرح فيه عن موقفه من جماعة الإخوان وتأكيده أنه لا يريد تصفية حسابات معهم وأنه يدعو إلى نسيان الماضي من أجل السلم الاجتماعي”.
وتابع الحزب أن هذا الموقف يعني “مصالحة تنسي دماء المصريين التي سالت وروت أرض الوطن الغالي في سيناء والوادي وهذا يخالف الإجماع الشعبي الرافض للتعامل مع من حمل السلاح وأراق دماء المصريين”.
وعبر المكتب السياسي لحزب الجيل الديمقراطي في ختام اجتماعه الأسبوعي عن رفضه الصريح لمثل هذه الدعوات، داعيا كافة القوى السياسية والحزبية إلى “عدم التسامح مع من رفعوا السلاح في وجه الوطن وروعوا المواطنين ونشروا الفزع والرعب في كثير من المناطق في طول البلاد وعرضها وتلطخت آياديهم بدماء المصريين سواء كانوا من أبطال الجيش والشرطة والمواطنين المدنيين”.
وشدد على ضرورة “عدم السماح لهم (الإخوان) بالعودة من خلال أشكال جديدة وذلك عبر طي صفحة الماضي ونسيان أحداثها الدامية التي دفع الوطن ثمنا غاليا لها”.
وذكر حزب الجيل الديمقراطي القوى السياسية ومن بينها أحزاب الحركة المدنية وخاصة حزبا الكرامة والمحافظين، بأنه سبق لها أن “توافقت مع غيرها من أحزاب مصر والقوى الوطنية على استبعاد كل من تلطخت آياديه بدماء المصريين من المشاركة في الحوار الوطني الدائر الآن وذلك للحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية في مواجهة جماعات الإرهاب الأسود المسلح”.
ودعا المعارض أحمد طنطاوي الذي يتوقع أن يترشح لسباق الرئاسة إلى مراجعة موقفه والعدول عن تصريحاته. مشيرا إلى أن “الشعب لن يقبل المصالحة مع الإخوان وطي صفحة الماضي ونسيان دماء المصريين التي سالت في السنوات العشر الماضية”.
ونصح طنطاوي بأنه ليس من مصلحته كمرشح رئاسي أن يقف في وجه الإجماع الوطني الرافض لعودة تنظيم الإخوان المصنف إرهابيا “بأشكال جديدة خادعة ومضللة. كما فعلت في الماضي وهو ما أكدته بعد ثورة الشعب في 30 يونيو و3 يوليو من أنها على استعداد أن تضحي بالوطن من أجل الحكم والسلطة”.