سياسة

مصادر عسكرية: حزب الإصلاح يسعى للانقلاب على اتفاق الرياض وإشعال فتيل الحرب في أبين


قالت مصادر عسكرية إن حزب الإصلاح اليمني يسعى إلى الانقلاب على نتائج اتفاق الرياض، ببقاء ميليشيات الحزب في مدينة شقرة بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، في مخالفة لنصوص الاتفاق، وفق ما أودت صحيفة الرؤية.

وشدد حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان في اليمن، بحسب المصادر، على قادة الفصائل العسكرية التابعة له بالانسحاب الشكلي من بعض المناطق في المدينة، إذا ما توتر الوضع مع قوات التحالف المسؤولة عن مراقبة انسحاب القوات وإعادة انتشارها في مناطق المواجهات مع ميليشيات الحوثي.

وفي الخامس من نوفمبر عام 2019، وقّعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاقاً برعاية من المملكة العربية السعودية، تضمن عدداً من البنود، أهمها تفعيل دور جميع سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية، وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، وتوحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية، ومشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي، لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.

وكشفت المصادر عن وصول قوات إضافية الأسبوع الماضي إلى محافظة شبوة قادمة من محافظة مأرب، التحقت بقوات اللواء الثاني مشاة في مدينة مديرية عزان، وبدأت الانتقال تدريجياً وبشكل سري إلى محافظة أبين التي يفترض أن تكون قوات الإخوان قد أكملت انسحابها منها.

وتتخذ اللجنة العسكرية السعودية، التي وصلت المنطقة يوم 21 من ديسمبر الماضي، من مدرسة ثانوية البنين بمدينة شقرة في أبين، مقراً لها، حيث ترابط اللجنة هناك لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض الذي يرفض الإخوان الانخراط فيه، والخروج من مدينة شقرة، وبحسب المصادر، فإن الإخوان قلقون من تواجد تلك اللجنة، ويحاولون بكل السبل دفعها للعودة إلى عدن، ليعاودوا أنشطتهم العسكرية في أبين، بيد أن اللجنة العسكرية السعودية لا زالت تمارس مهامها من مقر عملها.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أنور التميمي، إن الإخوان يعتقدون بأن التمكين للجماعة يقتضي عدم التراجع عن أي خطوة تعد منجزاً للتنظيم، وأن الوجود العسكري الإخواني في مدينة شقرة يؤسس لحالة تيسّر التحام قواتهم المنتشرة من شبوة إلى تعز، بالقاعدة العسكرية التركية في الصومال، وهو هدف استراتيجي كبير للجماعة، التي ترى أن تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض يفقدهم هذا الوجود العسكري، بحسب الرؤية.

وأضاف التميمي أنه لا غرابة أن تسعى جماعة الإخوان بشتّى الطرق لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، تارة بمهاجمة قوات المجلس الانتقالي، وتارة أخرى بمهاجمة القوات السعودية المراقبة لوقف إطلاق النار، ويدرك المراقب لتاريخ الجماعة، أنها لا تتردد في استخدام العنف والإرهاب ضد أي متدخل يربك أو يقطع خط سير الوصول لهدف ما، قطعت الجماعة شوطاً في طريق الوصول إليه، معتبرا أن استهداف ميليشيات الإخوان للقوة السعودية المتمركزة في شقرة، إنما يهدف لإجبار القوة على الانسحاب وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اتفاق الرياض.

ومن جانبه، قال مستشار وزير الإعلام والقيادي في المؤتمر الشعبي العام فهد الشرفي، إن عمليات الاعتداء على اللجنة العسكرية، ينفّذها كل من لا مصلحة له في تنفيذ اتفاق الرياض، نجاح مساعي الأشقاء في نزع فتيل الحرب في شقرة سيعمل على زعزعة الوضع.

وأضاف الشرفي لـ الرؤية أن قوات التحالف قادرة على تحديد الجهة التي استهدفت اللجنة السعودية المشرفة على تنفيذ الانسحابات والترتيبات العسكرية، لكن وفق المؤشرات والقرائن، فإن هناك جناحاً إخوانياً يدفع منذ اليوم الأول لتغليب لغة القوة في التعاطي مع المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية.

وأشار مستشار وزير الإعلام إلى أن هذا الجناح الإخواني يرى أن تفكيك هذه القوة وهزيمتها عسكرياً، هدف استراتيجي مرتبط بطموح السيطرة على الجنوب والمناطق المحررة عموماً تحت ستار الشرعية، وظل هذا الطرف يعمل على خلق كل التعقيدات في طريق التهدئة، وعزف بشكل شبه كامل عن معركة اليمنيين الحقيقية شمالاً في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني.

وأضاف أن أمام الحكومة تحديات كبيرة تحتاج إلى شيء من الحزم في التعامل مع الأطراف التي ما زالت تضمر شراً، وتؤسس مملكتها الخاصة في مناطق سيطرتها، بعيداً عن مقتضيات ومقاصد الاتفاق الذي حدد أسساً للشراكة بين كل القوى التي يجب أن تنطوي تحت لواء واحد بمعايير واضحة وأهداف مرسومة بجلاء، وأولويات معروفة تضع تطبيع الأوضاع في كل المناطق المحررة، وحشد الجهود لإنجاز معركة استعادة الدولة أولاً.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى