مستغلة الاضطرابات… هل تعود التنظيمات الإرهابية بالعراق
حالة من الخوف والقلق تسيطر على المجتمع الدولي من تطور الاضطرابات التي تشهدها الساحة العراقية في الوقت الحالي. فمع تزايد الانقسامات وأعمال العنف تستغلها الميليشيات الإرهابية والتنظيمات الأكثر خطورة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي لمحاولة العودة إلى المشهد وتعويض خسائره التي حدثت خلال الفترة الماضية.
محاولات “داعش”
كشفت تقارير إعلامية عراقية أن تنظيم “داعش” يسعى إلى العودة مرة أخرى لمواصلة أعماله ومخططاته الإرهابية مستغلا الأزمة التي تشهدها العراق في الوقت الحالي وتصعيد هجماته الإرهابية. خاصة أن قيادة العمليات المشتركة في العراق قررت رفع حظر التجول، يوم الثلاثاء، بعد أن دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤيديه إلى الانسحاب من الشوارع. وذكرت التقارير أن هناك محاولات تسلل عناصر من “داعش”، للطريق العام الرابط بين مدينتَيْ كركوك والسليمانية شمالي العراق. وظهر الأمر واضحًا بعد واقعة اختطاف التنظيم الإرهابي لشابين من أهالي ناحية ليلان، حيث عثرت الجهات الأمنية فيما بعد على أحدهما منحورًا.
استغلال الأزمة
يرى د. واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، أن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش يحاولون من خلال مخططاتهم الخبيثة أن تشعل الأوضاع الداخلية في العراق من أجل عودتهم مرة أخرى بعد خسائرهم التي عانوا منها طوال الفترة الماضية وخاصة مع استقرار العراق في الفترة الماضية.
وأضاف الهاشمي أن محاولات الدواعش بالتسلسل بين المدن العراقية تعد تطورًا خطيرًا وما يزيد من خطورته تزامنه مع الأزمة المحتدمة بالبلاد وخاصة في العاصمة بغداد. وهو ما يستدعي من الجميع التوافق السريع من أجل مصلحة البلاد العليا والعمل نحو استقرار الدولة من محاولات تلك العناصر الإرهابية إلى العودة للمشهد مرة أخرى. لافتًا إلى أن الفترة القادمة يجب أن تشهد تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الحكومة العراقية وكردستان، وعدم التغافل في ظل تلك الأزمة السياسية الحادة التي تشهدها البلاد.
عودة الإرهاب
في السياق ذاته، يقول د. حسين علاوي أستاذ الأمن الوطني بجامعة النهرين في العراق: إننا أمام خطر حقيقي وهو محاولة عودة تلك العناصر الإرهابية المتطرفة إلى المشهد السياسي. وهو ما يدعو الجميع لتوخي الحذر لأن هناك أطرافًا تمول وتدعم عودة الدواعش إلى العراق من جديد بعد هزائمهم في الفترة الماضية.
وأضاف أستاذ الأمن الوطني بالعراق أن التنظيم الإرهابي لن يستطيع العودة مرة أخرى كما كان في السابق ولكن هو يسعى أن يعاود مستغلا تلك الظروف السياسية الحرجة في العراق. وسبق أن أعلن العراق القضاء على تنظيم “داعش” بعد تقويض قدرات التنظيم الإرهابي. الذي احتل في 2014 نحو ثلث أراضي البلاد ومن ضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية. لكن التنظيم ينفذ بين الفينة والأخرى وخاصة خلال الشهور الماضية عمليات هجومية تستهدف عسكريين ومدنيين عراقيين، في العديد من المحافظات مثل كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين.