مساعي دولية لإنقاذ الأفغانيات من قيود طالبان
لمناقشة سبل تعزيز حقوق المرأة بعد صرخات أطلقتها الأفغانيات لإنقاذهن من قيود الحركة لقاءات نادرة يقوم بها مسؤولون دوليون إلى أفغانستان.
وبعد سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية وعودتها إلى الحكم، وعدت الحركة المجتمع الأفغاني بأن تكون أكثر مرونة واعتدالاً وتقبلاً للاختلاف عن ذي قبل. فتعهّدت باحترام حقوق المرأة، وحماية الأجانب والأقليات الدينية والعرقية على حد سواء.
تعهدات شكك مراقبون حينها في إمكانية التزام الحركة بها، بل وعدم تصديقها، وهو ما كشفته الأيام، حيث نكثت طالبان بوعودها وانتهكت الحقوق. وقضت على الحريات التي اكتسبها المجتمع خلال السنوات الـ20 الماضية.
واتخذت الحركة عدة قرارات ضد النساء، من بينها استبعاد المرأة من الحياة العامة، واستبدلت وزارة شؤون المرأة بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأعيد فرض “البرقع” على النساء وأوقفت المدارس ومن ثم الجامعات. وحجبت الوظائف على النساء باختلاف أعمارهن بداعي منع الاختلاط. بل وطالبت الحركة بعدم الخروج من المنزل إلا للحاجة القصوى، واشتراط وجود المحرم عند السفر.
كلها قيود دفعت الأفغانيات لإطلاق صرخات لإنقاذهن من تلك القيود. وهو ما استجابت له مؤخرا الأمم المتحدة وظهر في زيارات قام بها العديد من المسؤولين الدوليين أحدثها اليوم الجمعة. في لقاء نادر جمع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة مع نائب حاكم إقليم قندهار الأفغاني.
لقاء نادر
وقالت السلطات في إقليم قندهار الأفغاني، إن أمينة محمد تزور أفغانستان هذا الأسبوع. والتقت بالفعل مع سلطات طالبان في كابول وبموظفي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة لمناقشة سبل تعزيز حقوق المرأة وحمايتها.
وتأتي زيارتها بعد أقل من شهر على حظر سلطات طالبان عمل الموظفات في المنظمات غير الحكومية، ما دفع العديد من هذه المنظمات إلى تعليق عملياتها جزئيا.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي في قندهار أن نائب حاكم الإقليم مولوي حياة الله مبارك، أبلغ نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أن إدارة طالبان تريد أن تقيم علاقات قوية مع العالم. وطالب بحذف قادة الحركة من قوائم العقوبات وبأن يُسمح لإدارتها بإرسال ممثل عنها إلى الأمم المتحدة.
ولم ترد بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان على طلب لتأكيد الاجتماع وما تمت مناقشته.
وأرجأت الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي وللمرة الثانية قرارا بشأن ما إذا كان يمكن لإدارة طالبان إرسال سفير لها إلى نيويورك. ولم تعترف أي حكومة رسميا بإدارة الحركة منذ استيلائها على السلطة مع انسحاب القوات الأجنبية في عام 2021.
وتُعد قندهار مهد حركة طالبان، وهي مسقط رأس زعيمها الروحي الأعلى الذي له الكلمة الأخيرة في القرارات الكبرى.
وشدد رئيس المجلس النرويجي للاجئين، وهو جماعة إغاثة رئيسية علقت عملها في أفغانستان، هذا الشهر على أهمية تعامل المجتمع الدولي مع القيادة في قندهار. قائلا إن العديد من المسؤولين في كابول أشاروا إلى أن أوامر حظر عمل النساء جاءت من هناك.
وفد أممي
تلك الزيارة لم تكن الأولى، فقبل أيام وصل مسؤولون كبار بالأمم المتحدة إلى كابول لإجراء “محادثات رفيعة المستوى” مع طالبان.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق حينها، إن الوفد يتألف من نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، والسكرتيرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث. بالإضافة إلى المسؤول البارز في إدارة الشؤون السياسية خالد الخياري.
ورفض المتحدث إعطاء تفاصيل عن برنامج الوفد، مبررا ذلك خصوصا “بدواع أمنية”.
ومؤخرا، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن بـ”الهجمات الممنهجة غير المسبوقة ضد النساء والفتيات الأفغانيات” التي تنشئ “فصلا عنصريا قائما على النوع الاجتماعي”.
وقبل وصوله إلى أفغانستان، أجرى الوفد الأممي سلسلة من “المشاورات رفيعة المستوى”. في بلدان عدة لمناقشة “حماية حقوق النساء والفتيات والتعايش السلمي والتنمية المستدامة”.
وأشار المتحدث إلى أنه تم خلال الزيارات حثّ مسؤولي الأمم المتحدة على “تكثيف جهودهم للاستجابة للوضع الملح”. مشيرا إلى “توافق واضح في الآراء بشأن مسألة حقوق المرأة والفتيات في العمل والتعليم”.