مرونة حماس.. هل تفتح الباب أمام نموذج حكم جديد في غزة؟

أكدت حركة حماس أنها أبدت أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة ما بعد حرب غزة، ما يشير الى إمكانية تخلي الحركة عن حكم القطاع بشكل منفرد بسبب الضغوط الغربية والإسرائيلية وكذلك التهديد بالتهجير من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، في بيان “لقد أبدينا أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة خلال الحوارات المتعددة، وخاصة مصر” مضيفا أن من بين المقاربات “الموافقة على تشكيل حكومة توافق وطني، وكذلك قبولنا الكامل بالطرح المصري بشأن لجنة الإسناد المجتمعي”.
الموافقة على تشكيل حكومة توافق وطني
وكانت السلطة الفلسطينية رفضت مشاركة حماس في إدارة وحكم غزة وذلك بعد حديث عن تشكيل لجنة بدعم من القاهرة لإدارة القطاع. وبحسب مسودة الاتفاق التي وقعتها حركا حماس وفتح تتولّى اللجنة “إدارة شؤون قطاع غزة وتكون مرجعيتها الحكومة الفلسطينية وتكون مسؤولة عن كل المجالات، الصحية والاقتصادية والتعليمية والزراعية والخدمية، وأعمال الإغاثة ومعالجة آثار الحرب والإعمار”.
وشدد قاسم على ان حماس “ستواصل وضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في صلب جميع قراراتها المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، ضمن إطار التوافق الوطني، وبعيداً عن أي تدخلات من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة”.
ودعت الحركة، جامعة الدول العربية إلى “دعم هذا الموقف، وعدم السماح بتمرير أي مشاريع من شأنها تهديد منظومة الأمن القومي العربي”.
وفي المقابل انتقد القيادي في حماس دعوة الجامعة العربية لإقصاء الحركة من المشاركة في إدارة القطاع قائلا انه يعبر عن “استغرابه لتصريحات الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، التي قال فيها إن تنحي حركة حماس يمثل مصلحة للشعب الفلسطيني”.
وفي تصريحات تلفزيونية عبر قناة مصرية، أكد زكي، أن المصلحة الفلسطينية تقتضي “بكل تأكيد” خروج حركة حماس من مشهد “قيادة قطاع غزة” وهو ما دعمه الأمين العام أحمد أبوالغيط ولقي ترحيبا من مسؤولين عرب مثل الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
وتعارض إسرائيل أي دور مستقبلي لحماس أو السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد حرب الإبادة، فيما ترفض الفصائل الفلسطينية أي بدائل أخرى غير وطنية، باعتبارها تدخلا خارجيا في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، شنت إسرائيل بدعم أميركي حربا بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.