مرافعة النيابة المصرية في قضية ‘سفاح التجمع’: كائن مشوه انتهك حرمات الله
استمعت محكمة جنايات القاهرة، الخميس، لمرافعة النيابة العامة في ثالث جلسات محاكمة المتهم في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ”سفاح التجمع“.
وقالت النيابة المصرية في مرافعتها، خلال الجلسة التي عقدت بمجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، إن الشريعة جاءت لحفظ الدين والنفس، وإن المجتمع يناشد المحكمة أن تضرب بيد من حديد على رقاب الضالين الفاسدين، و”أن تقتص لنا”.
وقال ممثل النيابة، موجها حديثه لهيئة المحكمة: “جئناكم اليوم وقد رأينا فظائع، فالمتهم انتهك حرمات الله واخترق الفطرة التي خُلقت عليها النفوس، وارتقى إلى مرتبة الشياطين بل تفوق عليهم، وارتكب الموبقات فقتل وزنا إرضاءً لشهوته”.
وتابع متحدثا عن المتهم “كريم. م”: “هو سفاح أثيم ينبعث منه رائحة الدم والموت، فهو ليس إنسانا وإنما وحش يتغذى على عذاب الآخرين، كائن مشوه، عامل المجني عليهن كالبهائم، وجامع جثثهن غير عابئ بحرمة الموت”.
محاكمة سفاح التجمع في مصر
كانت النيابة العامة المصرية أمرت بإحالة المتهم بقتل 3 سيدات، المعروف إعلاميا بـ”سفاح التجمع“، إلى محكمة الجنايات المختصة، لمعاقبته فيما نسب إليه من وقائع القتل المقترن بإحراز الجواهر المخدرة وتقديمها للتعاطي والاتجار بالبشر، في القضية رقم 3962 لسنة 2024 جنايات قسم القطامية، والسابق قيدها برقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثانٍ بورسعيد.
وخلال التحقيقات، أقر المتهم أمام النيابة العامة بارتكاب الجرائم السابق ذكرها، وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف المجني عليهن وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث.
وكشفت التحقيقات عن أن المتهم “تيك توكر” شهير يتابعه ما يقرب من 8 ملايين شخص، على حساب باسم “فونكس” لتعليم اللغة الإنجليزية، وبين متابعيه فئات عمرية صغيرة.
وأشارت التحقيقات إلى أن سفاح التجمع صاحب حساب “فونكس” على تيك توك يقدم من خلاله محتوى لتعليم اللغة الإنجليزية، وبين متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي يتصيد ضحاياه من ساقطات وفتيات ليل، ويمارس الرذيلة معهن وتعمد تصويرهن أثناء العلاقة ليحتفظ بالفيديوهات على هاتفه.
وكشف الفحص المبدئي لهاتف سفاح التجمع عن احتوائه على عدد كبير من الفيديوهات مع فتيات الليل والضحايا مدونًا اسم كل ضحية على المقطع الخاص بها.
أطوار القصة
وسط اهتمام كبير في قضية “سفاح التجمع” التي شغلت الشارع المصري على مدى الأسابيع الماضية، تعقد اليوم الأربعاء، أولى جلسات محاكمة الشاب “كريم مسلم” ، المتهم بقتل 3 فتيات بعد تعذيبهن ودفن جثثهن في الصحراء، والاتجار بالبشر، وتعاطي المواد المخدرة.
ويبدو أن اعترافات “سفاح التجمع” أمام النيابة كانت حبلى بالتفاصيل والوقائع الغريبة والصادمة.
فقد أكد كريم أنه سافر مع والده ووالدته إلى الولايات المتحدة حيث ولد شقيقه “نيبال” هناك، وأنه كان متفوقا في دراسته ويحصل دائما على أعلى الدرجات في المدرسة، حسب ما نقلت جريدة “أخبار اليوم”.
كما روى طريقة تربيته، مؤكدا أن والديه حرصا على تنشئته بطريقة دينية خوفا عليه من اكتساب عادات غربية، وأنهما كانا يحرمانه من كل شيء، قائلا: “كل حاجة كانوا بيقولوا عليها حرام”.
“هتدخل النار”
وعندما أصبح شابا مراهقا كانت والدته تنهاه عن الحب والعلاقات مع الفتيات، قائلة “هتدخل النار”.
كما كشف أن والديه منعاه من حضور درس “الثقافة الجنسية” في المدرسة، بدعوى أنه مسلم ولا يجوز أن يتعرف على هذه الأشياء. وقال إنه سأل والديه “بنخلف إزاي” فجاءت إجابتهما بعيدة كل البعد عن المنطق.
علاقات منحرفة
إلى ذلك، قال المتهم إنه أقدم على تجربة كل شيء نهاه أبواه عنه في المرحلة الجامعية، قائلا “كنت عايش برة البيت وبعمل كل اللي نفسي فيه ومكنش فارق معايا حاجة، وكانت علاقتي بالستات منحرفة جدا”. وأردف في اعترافاته التفصيلية، أن عيد ميلاده الـ18 شهد ليلة من المجون والعلاقات المنحرفة، حيث أهدته صديقته إحدى صديقاتها “كهدية” لممارسة علاقة ثلاثية!
وشرح المتهم أن هذه العلاقات كانت تستهويه، وكان يحب ممارسة كل جديد وشاذ في عالم الجنس.
“كنت حاسس أنني مَلِك”
وعن شعوره بعد هذه العلاقات قال كريم “كنت حاسس أنني ملِك، الموضوع كان خيالي، وكنت ناوي أعمل كدة على طول”. وأقر كريم أنه كان يقبل على حفلات “الجنس الجماعي”، وفيما كان أصدقاؤه “منبهرين” بما يفعل، حسب زعمه.
أما عن حياته في مصر مع زوجته، فأوضح أنهما ذهبا للالتحاق بالعمل كمدرسين في مدرسة دولية ببورسعيد، وبعد فترة قالت زوجته “لبنى” إنها تريد العودة للقاهرة، وبالفعل تركته وقامت بتأجير إحدى الشقق هناك، وأن إقدامها على هذه الخطوة دفعه لممارسة الجنس بكل أشكاله مع عدد من السيدات في بورسعيد وتصوير هذه الوقائع، ليثبت لها أنه لا يحتاج لها.
وقال السفاح “قررت أثبت لها إني مش محتاج ليها وعملت علاقات مع ستات كتير ومع أي واحدة بقابلها وبصورهم”.
مرغوب من النساء
إلى ذلك، كشف المتهم أنه بعد استلام شقته في التجمع الخامس، انتقل إلى هناك في يناير 2023، مؤكدا استكماله لنفس الممارسات. وقال قائلا “كنت بجيب بنات في الشقة ومارست معهم الرذيلة واتعرفت على بنات كتير ومارست الرذيلة مع بنات أكثر، كل ده عشان لما أتقابل معاها أوريها أني مش محتاج ليها وأثبت لها أني راجل”. وأردف أنه كان يريد أن يثبت لنفسه أيضا أنه رجل محبوب ومرغوب من النساء.
كما أكد أنه كان يتضايق لدى مشاهدة صور زوجته على منصة “إنستغرام” أو “تيك توك”.
يذكر أن السلطات المصرية كانت ألقت القبض على المتهم في مايو الماضي، بعد عثورها على جثث 3 نساء، في قضية هزت الرأي العام في البلاد.