محتجون تونسيون بقلب العاصمة: يسقط تحالف الشاهد والإخوان
نظم نشطاء من المجتمع المدني والنقابي التونسي احتجاجات جديدة في تونس، ليل الثلاثاء، على خلفية انتحار الصحفي التونسي عبد الرزاق الرزقي، الذي أضرم النار في جسده، الإثنين، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية التي تمر بها محافظة القصرين.
ووصلت المظاهرة الليلية إلى الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة، وسط حضور أمني مكثف، ورفع المحتجون شعارات تطالب بإسقاط تحالف الشاهد والإخوان بالحكومة، كما طالبوا بإسقاط النظام السياسي الذي جاء وفق دستور 2014.
وقررت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، الثلاثاء، بدء إضراب عام في 14 يناير، احتجاجا على انتحاره، ونقلت العين الإخبارية عن ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تأكيده أن هذا الإضراب نتيجة لعدم استجابة الحكومة (تحالف الشاهد والإخوان) للمطالب الاجتماعية للصحفيين.
وكانت احتجاجات شعبية اندلعت في 4 محافظات تونسية وهي: القصرين (وسط) وقفصة (جنوب غرب) وسيدي بوزيد (وسط) وسليانة (شمال)، تعبيرا عن رفضهم حالة الفشل الحكومي منذ 2011، وهو التاريخ الذي شهد عصر الإخوان الإرهابي في تونس.
وبالمقابل، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق عشرات من المحتجين الذين شيعوا جثمان الصحفي إلى مثواه الأخير، ودارت مواجهات أمام مقر مبنى ولاية القصرين، حيث دفعت السلطات بتعزيزات أمنية مكثفة.
وكان وسط المدينة شهد حالة احتقان، الإثنين، حيث أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وردت عليهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع.
والقصرين بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين، قبل أن تتسع رقعة المظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
ومنذ صعود الإخوان للسلطة في تونس انتشرت العلميات الإرهابية، حيث كانوا وراء عمليات الاغتيال السياسي عام 2013 لكل من شكري بلعيد (يسار) ومحمد البراهمي (قومي)، وأسهموا في نقل نحو 3 آلاف شاب تونسي للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
وبلغت نسبة البطالة في تونس -حسب المعهد التونسي للإحصاء (حكومي)- 16% من إجمالي السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة.