سياسة

مجلة الخارجية الأميركية تحتفل بالمغرب شريكا استراتيجيا


رسخ المغرب مكانته كشريك قوي وموثوق مع الولايات المتحدة، وفق ما أكدت المجلة الالكترونية لوزارة الخارجية الأميركية (ستيت ماغازين) في عددها لشهر مارس ووفق تصريحات للسفير الأميركي لدى الرباط بونيت تالوار. ويشير ذلك بوضوح إلى قدرة المملكة المغربية على بناء علاقات خارجية قوية مع الفاعلين الدوليين استنادا لمقاربة سياسية واقتصادية واعتمادا على دبلوماسية هادئة أسست لتنويع الشراكات.

وقال السفير الأميركي في تصريحات لمجلة الخارجية إن “المغرب بلد نربط معه شراكة عميقة وغنية ومتعددة الأشكال”، مضيفا أن “المملكة ترسخ مكانتها بصفتها شريكا قويا وجد موثوق”.

وشدد تالوار على ضرورة الحفاظ على هذا الزخم في العلاقات الثنائية من أجل إعطاء دفعة أقوى للشراكة بين البلدين وكذلك من أجل تعزيز التقدم في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك وكسب التحديات.

وخصصت المجلة في عددها الجديد حيزا مهما لتسليط الضوء على الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن وخصصت كذلك في ركن ‘منشور الشهر’ للمغرب كما نشرت صورة لخارطة المغرب كاملة بما في ذلك أقاليمها الجنوبية في تذكير باعترافها بسيادة المملكة على صحرائها.

وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت في العام 2020 في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء وعبرت عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي اقترحته الرباط في العام 2007 وهو المقترح الذي يلقى دعما دوليا بوصفه الأساس الواقعي الوحيد لحل النزاع المفتعل في الصحراء.  

وسلطت ‘ستيت ماغازين’ الضوء على التحولات الضخمة التي يشهدها المغرب، مشيرة إلى أن المملكة تقوم بتسريع وتيرة تحديث البنيات التحتية ضمن خطة تعزيز دورها كقطب محوري استراتيجي في المنطقة ووجهة سياحية عالمية، مضيفة أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للمغرب باعتباره حليفا والصديق الأطلسي لأميركا.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد طرح مبادرة الأطلسي التي تسهل ولوج بلدان الساحل الافريقي للمحيط الأطلسي عبر البوابة المغربية وهي مبادرة بدأت تجذب اهتماما دوليا كبيرا باعتبار ما ستوفره من مكاسب للدول الإفريقية والغربية وباعتبار أنها تمثل جسر تعاون وتكامل اقتصادي بين دول ساحل وغرب إفريقيا وضفة الأطلسي.

'ستيت ماغازين' تفرد عدد الشهر للمغرب

وأشارت كذلك إلى الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز التنمية في افريقيا وهو مفتاح للاستقرار وتعزيز الأمن في منطقة مضطربة تشهد في الوقت نفسه موجهات هجرة غير شرعية تشكل أحد التحديات الكبرى خاصة لدول الاتحاد الأوروبي.

وقالت المجلة الأميركية إن المغرب اغتنم الفرصة خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في 2023 التي استضافتها مدينة مراكش، للدعوة إلى تعزيز التنمية والاستثمارات في افريقيا.

وتذهب المملكة المغربية في مبادراتها إلى أبعد من نطاق حدودها إلى العمق الافريقي ضمن جهود تعزيز التكامل الاقتصادي وخدمة مصالح القارة التي تتوافر على ثروات ضخمة وتعاني في الوقت ذاته من عدم الاستقرار ومن نزاعات لا تهدأ ومن مشاكل اقتصادية ومالية.  

ولم يفت المجلة كذلك تسليط الضوء على مكانة المغرب كصانع للسلام والاستقرار في المنطقة إذ رسخ نفسه باعتباره فضاء للسلام والاستقرار في منطقة متقلبة، مضيفة أن المملكة التي تعد شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة وأحد أهم حلفائها من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقوم بدور محوري في الجهود المبذولة إقليميا في مجال تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب.

كما تطرقت المجلة إلى التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، معددة أوجه مجالات التعاون الثنائي، مشيرة إلى مناورات ‘الأسد الافريقي’ العسكرية التي تقام سنويا وتجمع البلدين وهي التي تشكل أكبر تمرين عسكري تدريبي في القارة الافرقية.

كما عرضت إلى الموقع الاستراتيجي للمملكة وإلى ما تتمتع به من روافد ثقافية عربية وافريقية وأوروبية وهو ما يجعلها شريكا أساسيا في الجهود الرامية إلى كسب التحديات التي تواجه منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وهي في الوقت ذاته تشكل صلة وصل حيوية بين إفريقيا وأوروبا.

ونقلت ‘ستيت ماغازين’ عن المستشار السياسي بالسفارة الأميركية بالرباط ديفيد فيشر قوله “لن تجدوا في إفريقيا أي بلد يعد حليفا مستقرا وموثوقا مثل المغرب”، مشيرة غلى أن المملكة تتمتع بمكانة خاصة في تاريخ العلاقات الدولية الأميركية، فهي كانت أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة عام 1777.

المجلة الأميركية أفردت كذلك حيزا مهما نصا وصورة للتطورات التي يشهدها المغرب في مختلف المجالات من السياحة إلى البنى التحتية التي تعد بنقلة نوعية بينما يستعد المغرب لاستضافة كأس أمم افريقيا 2025 ومونديال 2030.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى