مليارات الدولارات ينزفها اقتصاد العالم باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ما يدفع المواطن المتضرر لإثارة سؤال: متى تتوقف الحرب؟
بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها السادس، ولا مؤشرات في الأفق على توقفها قريبًا، ومع تركُّز الهجمات على شرق أوكرانيا، فقد نستغرق سنواتٍ طويلة حتى تتوقف أصوات المدافع.
التصريحات الغربية متشائمة للغاية وتُنذر بتداعيات كارثية مستمرة في دول العالم كافة، فبدلا من أزمة اقتصادية عابرة تنتهي خلال أشهر بسيطة، يرى كبار المسؤولين الأوروبيين من ساسة وعسكريين أن الحرب في أوكرانيا “قد تمتد لسنوات”.
إجابات الروس عن موعد نهاية الحرب كانت أكثر غموضًا، عندما ألمح المسؤولون إلى أن انتهاء الحرب مرتبط فقط بتحقيق العملية لأهدافها غير القابلة للحصر للمتخصصين.
أصبح كثيرون في دول العالم لا يستطيعون توفير قوت يومهم بعد مرور نحو 150 يومًا على بدء الحرب، ومع عدم وجود أي حلول أو مفاوضات دبلوماسية حول إنهاء الحرب فإن الأزمات الاقتصادية ستتعمق حول العالم، والتأثيرات الأسوأ أكثر وضوحًا على الاقتصادات الهشة.
ظهرت بارقة أمل في الأفق تتمثل في اتفاق إسطنبول حول تصدير الحبوب من مواني البحر الأسود وتوفير ممر بحري آمن لها، والذي قد يصبح نافذة دبلوماسية جديدة لتقريب وجهات النظر بين الروس والأوكران.
يبدو أن هدف روسيا الأساسي، المتعلق بشرق أوكرانيا والسيطرة على بعض الأراضي هناك، سيستغرق فترة طويلة لتحقيقه، لذلك علينا الاستعداد لتداعيات اقتصادية طويلة المدى لتلك الحرب.
ستنتهي الحرب في نظر الروس عندما تحقق أهدافها، وفي نظر الأوكران عندما تنتصر بلادهم، بينما يستعد الغرب لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا، خصوصًا في مجال الطاقة، وتقف باقي دول العالم في انتظار حدوث انفراجة، على الرغم من فشل الجهود السياسية وتوقف المفاوضات بين الروس والأوكران.
الموعد المحدد لانتهاء الحرب لا يعلمه أحد، حتى طرَفا النزاع، ولا أبرز المحللين العسكريين والسياسيين، لا يملك العالم إلا الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مقاربة بين الطرفين وتقليل الأضرار، التي تعاني منها دول العالم أجمع، خصوصًا على المستوى الاقتصادي.