سياسة

ما هي أهداف تركيا الحقيقية في سوريا؟


حدد وزير الدفاع التركي يشار غولر شرطين لانسحاب القوات التركية من شمال سوريا؛ وهما اتفاق المعارضة مع الحكومة السورية على دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات. 

وتعكس تصريحات وزير الدفاع التركي التي جاءت كردٍّ متأخر على عرض إيراني ينص على سحب القوات التركية من سوريا، تعكس حقيقة أنّ الوجود المباشر للقوات التركية في الشمال السوري يتجاوز مجرد التصدي للتمدد الكردي، وأنّ أنقرة تريد أن يكون لها تأثير في سلطة القرار في سوريا، كما هو الحال مع روسيا وإيران، عبر إشراك موالين لها في السلطة.

وخلال مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التركية أول من أمس تحدث وزير الدفاع التركي عن عدم رغبة أنقرة بالسيطرة على أيّ أرض سورية، قائلاً: إنّ القوات التركية ستغادر سوريا بشرطين؛ الأول اتفاق نظام الأسد مع المعارضة على دستور جديد، والثاني إجراء انتخابات في البلاد.

وأضاف أنّ الشرطين “قد يمهدان الطريق لإنهاء الصراع في البلاد الذي تجاوز عقداً من الزمن”. وأشار إلى أنّ أيّ سلطة ستأتي مستقبلاً إلى سوريا بعد تعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة ستقبلها تركيا، ثم تسحب قواتها من سوريا.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال في تصريحات لمجلة (الوفاق) الإيرانية في أيلول (سبتمبر) الماضي: إنّه عرض على تركيا وسوريا سحب القوات التركية مع تقديم ضمانات من الحكومة السورية تقضي بحماية الحدود.

وقدّم عبد اللهيان اقتراحه خلال اجتماع موسكو، الذي جمع اللجنة الرباعية الخاصة بسوريا في شهر حزيران (يونيو) الماضي. ولم يوضح الوزير الإيراني حينها ردّ تركيا أو النظام على مقترح بلاده، لكنّه أشار إلى أنّ المعادلة المطروحة ستلعب فيها إيران وروسيا دور الضامن للطرفين.

ويعتقد متابعون أنّ العرض الإيراني تم بتنسيق مع سوريا التي سبق أن أكدت على لسان رئيسها بشار الأسد في آب (أغسطس) الماضي أنّ إنهاء القطيعة بين دمشق وأنقرة وإعادة العلاقات بينهما رهين بانسحاب القوت التركية.

هذا، وقال نشطاء سوريون، نقلت عنهم صحيفة (العرب) اللندنية، مقربون من الحكومة: إنّ تركيا لديها أطماع في سوريا، وهي تتخذ من وجودها العسكري ورقة ضغط إضافية على دمشق، مستبعدين أن يكون هناك أيّ توجه لتطبيع قريب في العلاقات بين أنقرة ودمشق في الأمد القريب. 

وأشار النشطاء إلى أنّ ما جرى قبل أشهر من لقاءات بين مسؤولين عسكريين واستخباراتيين ودبلوماسيين للطرفين كان دون أيّ نتائج، فالنظام التركي حينها كان يريد تحقيق بعض المكاسب السياسية في علاقة بالانتخابات، وبمجرد أن انتهى الاستحقاق عادت أنقرة إلى تبنّي النهج نفسه.

وأوضح النشطاء أنّ النظام التركي كان يدرك وجود تململ شعبي حيال استمراره في الانخراط في الأزمة السورية، وما يستتبعه ذلك من استمرار لأزمة النازحين، فكان أن أراد الإيحاء حينها بأنّه بصدد معالجة هذا الملف.

وتسيطر تركيا منذ العام 2014 على مساحات مهمة من شمال سوريا، تحت مبرر التصدي للتهديد الكردي الذي تمثله وحدات حماية الشعب. وتبسط الاستخبارات التركية سيطرتها على محافظة إدلب وعدد من أرياف حلب، عبر عدد من الفصائل السورية الموالية لها، على غرار هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومجموعات تركمانية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى