سياسة

ما تأثير القضايا الأخلاقية لطارق رمضان على الجماعة في الخارج؟


ارتبط اسم طارق سعيد رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، بالسنوات الأخيرة بقضايا أخلاقية، فبعد محاكمات استمرت بين عامَيْ 2009 و2016 في فرنسا. بسبب اتهامات بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، يواجه رمضان اليوم الاتهامات نفسها باختلاف الضحية. وقد بدأت محكمة سويسرية إجراءات محاكمته يوم الاثنين الماضي، بعد اتهام ضحية جديدة له بالاعتداء والإكراه الجنسي. 

أفعال غير أخلاقية 

وذكر تقرير لشبكة “رؤية” أن سيدة سويسرية أربعينية اتهمت الاخواني سعيد رمضان، أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وحفيد مؤسسها، بتهديدها وإخضاعها لأفعال جنسية بالإكراه. قبل نحو 15 عاماً، مؤكدة أنّه قد أخضعها لأفعال جنسية وحشية. ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 أكتوبر 2008 في غرفة فندق في جنيف، وسيصدر الحكم في 24 مايو الجاري. على ما أوضحت السلطات القضائية في جنيف لوكالة “فرانس برس”، ويمكن لطارق رمضان أن يستأنف الحكم. 

مشبوه في أوروبا 

في فرنسا يواجه القيادي الإخواني قضايا مشابهة، حيث يشتبه في ارتكاب طارق رمضان، عمليات اغتصاب بين عامي 2009 و2016 استهدفت 4 نساء. وهي قضية تسببت في سقوطه عام 2017. وكانت النيابة العامة الباريسية قد طالبت في يوليو إحالته على محكمة الجنايات. ويعود لقضاة التحقيق اتخاذ قرار محاكمته من عدمها.

تفيد بريجيت أنّ رمضان أرغمها في الغرفة على مدى ساعات على القيام بأعمال جنسية مرفقة بعنف، وجاء في البيان الاتهامي أنّه ارتكب “3 عمليات اغتصاب” خلال الليلة نفسها.

وفي إطار الملف الفرنسي، حُبس طارق رمضان مؤقتاً مدة 9 أشهر في 2018، وأفرج عنه في نوفمبر من العام نفسه، وهو ما يزال خاضعاً لمراقبة قضائية منذ ذلك الحين، ومن الشروط القضائية المفروضة عليه الإقامة في فرنسا، بيد أنّه يحصل على أذونات استثنائية لمغادرة الأراضي الفرنسية للتوجه إلى سويسرا في إطار القضية الراهنة”.

تاريخ أسود

بحسب تقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أورد مسيرة القيادي الإخواني كاملة، وقد عُرف تاريخ رمضان بـ”السلوكيات غير الأخلاقية والمنافية للقيم الإسلامية ذات الصلة بالعلاقات الجنسية غير الشرعية”.

وما يثبت ذلك هو تأكيدات إريك موران محامي (منية ربوج)، إحدى ضحاياه في 20 أكتوبر 2020، أنّ التحقيقات أظهرت مدى مصداقية أقوال ربوج، التي أصرت على تقديم دليل دامغ يثبت صدق اتهاماتها، عبارة عن ثوب أظهرت الفحوصات وجود آثار من طارق رمضان عليه، وللإشارة فقد تقدّمت الضحية بشكواها ضده في 2018، واتهمته باغتصابها 9 مرات في الفترة من 2013 إلى 2014 وبدأت قضية رمضان بالضبط في 2017، حين رفعت كل من الناشطة النسوية هند العياري وكريستيل شكوى ضده لاتهامه بالاغتصاب في 2009 و2012. 

 التأثير على التنظيم

وحول تاريخه المشبوه قالت الكاتبة المصرية هالة أمين: إنّ لقضية طارق رمضان في سويسرا أهمية خاصة؛ لأنّها ليست دولة أوروبية عادية، بل هي محور شبكة الإخوان في أوروبا، وذلك لرمزيتها الكبيرة، وإقامة أسرة سعيد رمضان، صهر البنا، هناك، ووجود عدة عائلات إخوانية شهيرة أخرى، وهي الأرض التي تستضيف عدة موجات من العناصر المنتمية إلى الجماعة منذ الخمسينيات.

وأوضحت أنه بشكل  أكثر تحديداً، فإنّ مثول حفيد البنا في محكمة بالعاصمة السويسرية جنيف يُعدّ أمراً يزيد من سقوط رمضان، فهي المدينة التي وُلد ونشأ فيها، والتي كان يدير والده سعيد رمضان منها خطط وتمويلات الجماعة التي كانت تصل إليها منذ هروبه من مصر، بعد هروب العديد من أفراد الجماعة في سويسرا في 5 مناطق رئيسية، هي جنيف ونيوشاتيل وفو وتيسينو وزيورخ، وتتزعم تلك المناطق عائلات إخوانية هي عائلة رمضان في جنيف، وعائلة كرموس في نيوشاتيل وفو، وعائلة يوسف ندا وغالب همت في تيتشينو وزيورخ.

بوابة الحركات الاسلامية: طارق رمضان.. إرهابي القوارير، وريث البنا

ولفتت أنّ نفوذ جماعة الإخوان وتوسعها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي داخل الأراضي السويسرية ربما يمثل عائقاً أمام تحقيق العدالة في قضية حفيد البنا، خاصة أنّ عناصر التنظيم قد بدأت بالفعل تحركاتها لإنقاذ رمضان من المحاكمة.، وأنّ المحاكمة قد تحرك الرأي العام السويسري.

وتلفت نظر الساسة هناك إلى خطورة المخططات الإخوانية وعناصر الجماعة والخلايا النائمة للإخوان على الأراضي السويسرية، لكنّها تعتقد أنّه برغم كل ما سردته من أهمية محاكمة حفيد البنا على جميع الأصعدة والتي تمتد حتى إلى الشرق الأوسط ومصر والمنطقة.

التي عانت لعقود من تحركات وأنشطة جماعة الإخوان الإرهابية ولهثها وراء السلطة من خلال خداع الشعوب هناك ولعبها بورقة الدين. والذي تسبب في الكثير من الدمار السياسي والاقتصادي الذي تحاول الحكومات حتى الآن التخلص من آثاره السلبية العنيفة، إلّا أنّ هناك ما يمكن أن يعرقل سير العدالة في سويسرا، وهو نفوذ الإخوان الكبير فيها.

نفوذ الجماعة 

هالة أمين:  نفوذ جماعة الإخوان وتوسعها في النشاط الاقتصادي والاجتماعي داخل الأراضي السويسرية ربما يمثل عائقاً أمام تحقيق العدالة في قضية حفيد البنا، خاصة أنّ عناصر التنظيم قد بدأت بالفعل تحركات لإنقاذ رمضان من المحاكمة. لأنه منذ وصول عناصر الإخوان إلى سويسرا في خمسينيات القرن الماضي قاموا بتوسيع دائرة نفوذ التنظيم في البلاد في ظل سيطرة 4 عائلات إخوانية على الدوائر المالية والاجتماعية في 5 مناطق كبرى في البلاد، عن طريق إنشاء منظمات خيرية تتبع الإسلام السياسي كستار لإخفاء تمويلات الجماعة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى