ما الخطوات التالية لـ”إعلان جدة”؟


أعلن عن توقيع “اتفاق مبادئ أولي” بين ممثلي طرفي الصراع، ما يمثل خطوة أولى من مسار طويل لإنهاء الأزمة في السودان بعد خمسة أيام من المفاوضات في مدينة جدة السعودية. بين وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برعاية “سعودية أمريكية”. 

فما الخطوات التالية لـ”إعلان جدة”؟

وقف فعال لإطلاق النار

فبعد إعلان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. عن توقيع ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على “إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.

كشف البيان المشترك الذي نشرته الخارجية السعودية ملامح المحطات القادمة من المفاوضات. مؤكدًا أن الجهود “ستركز بعد إعلان جدة على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعال لإطلاق النار”.

وقالت الوزارة في بيانها، إن “المحادثات ستركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة تصل إلى قرابة 10 أيام”. مشيرة إلى أن “الإجراءات الأمنية في السودان ستشمل آلية لمراقبة وقف النار مدعومة من الولايات المتحدة والسعودية والمجتمع الدولي”.

وفي تعليقه على “إعلان جدة”، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحانذ. أن “إعلان الالتزام بحماية المدنيين يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى”.

إشراك المدنيين

ومن أبرز الخطوات اللاحقة لإعلان جدة، تأكيد البيان السعودي الأمريكي المشترك، على أن المحطات القادمة من مشاورات جدة. ستشهد إشراك المكون المدني في السودان.

حيث قال البيان، إنه “بالتشاور مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع يتطلع المسهلون إلى المشاركة في مناقشات مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات”.

وتابع، أنه تماشيًا مع النهج التدريجي المعتمد والذي اتفق عليه الطرفان، ستتناول محادثات جدة الترتيبات المقترحة للمحادثات اللاحقة مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين، بهدف الوصول إلى “وقف دائم للأعمال العدائية”.

الهدنة المنشودة

ومن المعروف أن مفاوضات جدة بين طرفي الصراع السوداني، هدفت في الأساس إلى الوصول إلى “هدنة حقيقية”، والسماح بوصول المساعدات إلى مستحقيها. وهي مطالب باتت ـ وفق المراقبين ـ ملحة في ظل إخفاق الهدنة الهشة التي تم إعلانها سابقا. فضلا عن استمرار معاناة المدنيين المحاصرين في مدن الخرطوم الثلاث.

ويقول محللون، إن إعلان جدة، يعد “خطوة أولى مهمة صوب إنهاء الحرب” الدائرة في السودان، شريطة أن يلتزم الطرفان بما اتفق عليه. معتبرين أن ذلك يعد مقياسًا حقيقيًا للتقدم نحو حل ينهي الصراع المعقد في السودان، والذي لن يحسمه عزف البنادق على ما يبدو.

ويرى المراقبون، أن التقدم المحرز في مفاوضات جدة، يؤشر على أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات بين قادة الجيش والدعم السريع. وأنه على رعاة المحادثات ممارسة المزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة لفرض وقف دائم ونهائي لإطلاق النار. والدخول في هدنة حقيقية توقف العنف والعنف المضاد، وتعيد المسار السياسي في السودان إلى سيرته الأولى.

Exit mobile version