سياسة

ما الأهداف الخفية للاتحاد الإسلامي في الدنمارك؟


بسبب الانتكاسات التي تعرضت لها في الشرق الأوسط، وفي منطقة الخليج أخيراً، كثفت جماعة (الإخوان المسلمين) جهودها في الآونة الأخيرة من أجل تثبيت حضورها في مجموعة الدول الأوروبية، خاصة الدنمارك، ممثلة في الاتحاد الإسلامي في الدنمارك.

ويُعدّ الاتحاد الإسلامي في الدنمارك من الهياكل المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، التي تربطها صلات وثيقة بفرعها الأوروبي: اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً)، تأسس في كوبنهاجن عام 2011، وتم تسجيله رسمياً عام 2012، وعقد مؤتمره الأول في نيسان (أبريل) 2013 تحت عنوان: “المسلمون في الدنمارك: الهوية والمواطنة”.  

وجاء في الورقة التأسيسية للاتحاد أنّه ينطلق في أنشطته وعلاقاته من كون أنّ الإسلام “نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، وأنّ مرجعية الاتحاد في فهمه الإسلام هي الكتاب والسنّة بفهم سلف الأمّة وما أجمعت عليه؛ وذلك في إطار يجمع بين الأصالة والتجديد، وبين الحرص على الثوابت والأخذ بالمرونة المنضبطة”.

وتتمثل أهداف الاتحاد المعلنة، وفقاً للمركز العربي لدراسات التطرف، في  نشر الإسلام والتمكين له في الدنمارك، وتوفير الظروف الملائمة لمسلمي الدنمارك لممارسة شعائرهم الدينية، ومساعدة المسلمين في بناء القدرات الفردية والمهنية من خلال برامج تعليمية/ تدريبية خاصة، والدفاع عن مصالح الإسلام والمسلمين، ومساعدة الجمعيات والمراكز الإسلامية في الدنمارك على القيام بدورها والسعي لتطوير أدائها.

ومن مهامه المعلنة أيضاً تمثيل الكيانات الأعضاء في الاتحاد أمام الدولة، واستقبال المهاجرين الجدد من المسلمين، وتقديم المشورة لهم ودعمهم ومساعدتهم على العمل والاستقرار، وإنشاء المدارس والمعاهد الإسلامية، وتكوين المعلمين والمعلمات للعمل فيها، والإشراف على تنظيم الأعياد والمناسبات الدينية الإسلامية، وإبرام عقود الزواج الإسلامي، ودفن الموتى وتنظيم الجنائز وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وجمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على المحتاجين، ومكافحة الإسلاموفوبيا، وتقديم الدعم النفسي والقانوني لضحايا العنصرية المعادية للمسلمين.

أمّا الأهداف الخفية، فتقوم على سيطرة جماعة الإخوان على المجتمعات الإسلامية في الدنمارك، وفرض استراتيجيتها، وتجنيد عناصر جدد للعمل في كافة أنحاء أوروبا، والتقرب من المسؤولين وشراء الذمم، وتوفير قاعدة متينة للتنظيم الدولي في حال احتاج لموطئ قدم في أوروبا أو الدول الإسكندنافية، وإنشاء المؤسسات، ومنظمات مستقلة ظاهرياً لكنّها ترتبط بها، تشمل شبكات من المدارس والشركات والجمعيات الخيرية وغيرها من الكيانات.

ويضم الاتحاد الإسلامي حالياً (25) مسجداً وجمعية ومركزاً إسلامياً من مختلف أنحاء الدنمارك؛ أبرزها المركز الثقافي الإسلامي ـ كوبنهاجن. والمركز الثقافي الإسلامي ـ فستاين. والمجلس الإسلامي الدنماركي، ومسجد النور. والرابطة الإسلامية في الدنمارك، ومسجد السنّة. وجمعية نور الحق، ومدرسة اقرأ، ومسجد طيبة. والجمعية الإسلامية في الدنمارك، والوقف الإسلامي في فين. ووقف التجمع الإسلامي، والجمعية الثقافية العربية، وجمعية النور للناشئة. والمنتدى الفلسطيني، وجمعية الصداقة العربية الدنماركية. والوقف الإسلامي في البورغ.

يرأس الاتحاد سمير الرفاعي، وهو أحد أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. والمدرج على قوائم الإرهاب في كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر. بحسب المركز العربي لدراسات التطرّف.

يُذكر أنّ أوروبا باتت تُصنّف بأنّها الملاذ الآمن للإخوان المسلمين. بعد كلّ أزمة تتعرض لها الجماعة في الوطن العربي. إلّا أنّ الإخوان استطاعوا التوغل في أوروبا منذ وقت مبكر. وممارسة نشاطاتهم السرّية تحت مُسمّى الجمعيات الدينية. بفضل استغلالهم الجوانب الديمقراطية في القارة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى