سياسة

لماذا فشل بايدن في إدارة الملف النووي الإيراني؟


ما يزال الملف النووي الإيراني صداعًا في رأس المجتمع الدولي الرافض لحصول الدولة المتطرفة على سلاح يسمح لها بتهديد جيرانها وتهديد الأمن العالمي.

وهو ما أكده خبراء أميركيون حيث وصفوا التعامل الأميركي مع الملف الإيراني بالسيئ خاصة أن تراخي الرئيس الأميركي يسمح بتهديد أمن بلاده وبلاد الشرق الأوسط.

فالدولة الراعية للإرهاب إذا حصلت على السلاح النووي ستشكل تحالفا روسيا صينيا إيرانيا مع كوريا الشمالية وهو التحالف القادر على إشعال العالم.

 
تهديد نووي

وصف جوش بلوك، الخبير الإستراتيجي والباحث في السياسة الخارجية، استمرار التهديد النووي الإيراني لأميركا والشرق الأوسط بسوء تصرف رئاسي، مضيفًا عدم انتهاء العدوان الروسي على أوكرانيا وتهديد الصين بغزو تايوان، تظهر مجموعة أكبر من التهديدات وتهدد الغرب، مشيرًا إلى أن أبرز المخاوف التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها هو تحالف نووي مسلح من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية؛ حيث يمتد عبر آسيا والشرق الأوسط إلى قلب أوروبا، وقادر على الوصول إلى قلب الولايات المتحدة الأميركية.

وأشار جوش بلوك، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس إحياء الاتفاق النووي الإيراني المعيب بشدة لعام 2015 وفتح الطريق لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم بلا خجل لصنع السلاح النووي، مضيفًا أن طهران تلقت مليارات الدولارات في عام 2015 واستخدمتها في دعم الإرهابيين، بما في ذلك الحوثيون وحماس وحزب الله وتهديداتها التقليدية والصاروخية وأسلحة الدمار الشامل للمنطقة والاستقرار العالمي.

تحالف مدمر

وحذر بلوك، من التشارك الصيني الروسي في التدريبات العسكرية المشتركة الرئيسية؛ ما يعمق العلاقات العملياتية بين القوتين المناهضتين للديمقراطية والرأسمالية، بينما يدعمان بشكل متزايد الاستعداد للأسلحة النووية والطبيعة الاستفزازية المقلقة لإيران وكوريا الشمالية، مضيفًا: إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحفاظ على استقرار العالم الغربي، وحرية الفكر، والممرات البحرية المفتوحة، والتجارة الحرة، مع تقصير الصراع في أوروبا وحماية تايوان، فيجب على الولايات المتحدة أن تدمر البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران على الفور.

الباحث في السياسة الخارجية أكد أن مشاركة الصين وروسيا في تدريبات عسكرية رئيسية وتعميق العلاقات العملياتية بين القوتين الداعمتين لحصول إيران على السلاح النووي يثير المخاوف، مضيفًا: إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يريدون محاربة هذا التحالف الشرير المتنامي لكوريا الشمالية وإيران وروسيا والصين، فإن إبرام اتفاق نووي معيب آخر هو الطريق الصحيح للذهاب، مؤكدًا أن هذا التحالف تهديد دراماتيكي على الأمن العالمي.

 

سوء تصرف رئاسي

وتابع بلوك: إيران كشفت عن قدرتها على بناء جهاز نووي لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لتجميع سلاح نووي، وشهدت الصين قيام روسيا بغزو والتهام أجزاء من ثلاث دول في أوروبا الشرقية، مسلحة بأسلحة نووية وصواريخ باليستية قادرة على ضرب الولايات المتحدة وأوروبا، في حين تواصل كوريا الشمالية التصرف بشكل عدواني، مشيرًا إلى أن الفشل في إنهاء التهديد النووي الإيراني مع فهم خطورة التهديد الذي يمثله المحور الجديد للأمن القومي الأميركي والشرق الأوسط وآسيا والعالم بأسره، هو سوء تصرف رئاسي.

تلميح إيراني

في سياق متصل، ذكر مسؤولون مطلعون على محادثات إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي، أن الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن التفاصيل الرئيسية لإحياء الاتفاق النووي ما زالت مستمرة، وقد يستغرق حل هذه الخلافات عدة أسابيع، حسب وكالة “بلومبيرغ”.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أدى النص المقترح لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل لكسر الجمود في مفاوضات إحياء الاتفاق وزاد من التفاؤل للخروج من المأزق التفاوضي بين الجانبين.

من جانبها، دعت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، في عددها الصادر اليوم السبت، حكومة إبراهيم رئيسي إلى تأجيل المفاوضات وكتبت تقول: “أجّلوا التوصل لاتفاق لمدة شهرين فقط، كل شيء سيتغير لصالح إيران”.

وادعت كيهان أن الوضع اليوم أفضل بالتأكيد مما كان عليه قبل عام، ووفقًا لتوقعات مركز دولي ذي سمعة جيدة، سيتحسن الوضع تدريجياً، فقد أظهرت الحكومة الثالثة عشرة أيضًا أنه يمكن القيام بأشياء عظيمة بدون “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وأضافت الصحيفة المتشددة: “لذلك، نحن لسنا الطرف الذي في عجلة من أمره، فإذا استمر الوضع نحو شهرين، شهرين فقط، سيتغير الوضع من الأرض إلى السماء”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى