سياسة

الطاقة وأزمة تغير المناخ.. 5 قمم بين محمد بن زايد وبايدن بـ5 شهور


خلال 5 شهور جمعت 5 قمم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الأمريكي جو بايدن ، أحدثها مساء الأربعاء.

حيث تركزت هذه القمم على مباحثات تعزيز العلاقات بين البلدين، وسبل مواجهة التحديات العالمية، وعلى رأسها أمن الطاقة وأزمة تغير المناخ.

أحدث هذه القمم التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الأمريكي جو بايدن -خلال اتصال مرئي- مساء الأربعاء. وتم خلاله بحث علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وسبل دعمها في مختلف المجالات، إضافة إلى التحديات العالمية.

جائت هذه القمة بعد قمتين جمعتا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي في جدة 16 يوليو الماضي، إحداهما ثنائية جمعت الزعيمين وأخرى عربية أمريكية. وذلك بعد يومين من مشاركتهما في قمة عقدت -عن بعد- لقادة مجموعة “I2U2” التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل.

وقبيل تلك القمم الأربع، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في “منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ” الذي دعا إليه جو بايدن 18 يونيو الماضي وأقيم عن بعد.

أجواء ودية.. وعلاقات استراتيجية

وخلال أحدث القمم التي جمعت الزعيمين، مساء الأربعاء، كان لافتا الأجواء الودية التي شهدتها، رغم أهمية الموضوعات التي تناولتها. ظهر ذلك واضحا في الابتسامات التي علت وجوه الزعيمين خلال المباحثات، الأمر الذي يبرز قوة العلاقات بين الجانبين.

وإلى جانب بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، تناولت القمة أيضا التحديات العالمية بما فيها أمن الطاقة وتغير المناخ.

مبادرة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة، التي وقعها البلدان الثلاثاء. كانت حاضرة أيضا خلال المباحثات التي جمعت الزعيمين الإماراتي والأمريكي.

وتستهدف المبادرة توليد 100 جيجاوات إضافية من الطاقة النظيفة في البلدين والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول سنة 2035، بما يسهم في تعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس جو بايدن رحبا خلال المباحثات بمبادرة الشراكة، وأكدا عددا من الأمور، وهي:

– عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
– التزامهما بتعزيز الطموح والعمل المناخي تماشياً مع هدف “الحياد المناخي“ بحلول سنة 2050.
– العمل على تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمي. وزيادة استثماراتهما في الطاقة المتجددة وتعميق تعاونهما الوثيق في هذا الشأن.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أبرز خلال المباحثات بالحقائق والأرقام جهود بلاده في تعزيز أمن الطاقة ومواجهة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحد يواجه البشرية. وأشار في هذا الصدد إلى ما يلي:
– استثمارات الإمارات لزيادة قدرتها الإنتاجية من كل من الطاقة المتجددة والطاقة التقليدية منخفضة الكربون.
– قيام الإمارات بزيادة طاقتها المتجددة 200 ضعف في العقد الأخير عبر بناء 3 محطات للطاقة الشمسية تعدّ من بين الأكبر والأقل تكلفة في العالم.
– التمويل والمساعدات الإماراتية لمشاريع الطاقة النظيفة حول العالم، بما في ذلك داخل أمريكا و31 دولة جزرية صغيرة نامية في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.

وقد تناولت مباحثات الزعيمين التي عقدت خلال الاتصال المرئي -الذي حضره يوسف مانع العتيبة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية- تعزيز العلاقات الاستراتيجية. وبحث سبل مواجهة التحديات العالمية وعلى رأسها أمن الطاقة وتغير المناخ، الأمر الذي يبرز جهودهما وسعيهما الحثيث لدعم أمن واستقرار العالم والسعي لنشر الرخاء والازدهار لشعوبه رغم التحديات.

قمتان بجدة

جاءت القمة الإماراتية الأمريكية التي عقدت عبر الاتصال المرئي بعد نحو 3 شهور من قمتين في جدة 16 يوليو الماضي.
وجمعت قمة ثنائية الزعيمين، تناولت تنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وبحث سبل التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.

الجانبان أكدا خلال اللقاء التزامهما بتعميق التعاون الأمني المكثف. والذي جعل كلا البلدين أكثر أماناً وإسهاماً في السلام والاستقرار الإقليميين، ونوها بتعاونهما الوثيق المستمر منذ عقود في مكافحة الإرهاب.

رحب بايدن خلال اللقاء أيضا بالتزام دولة الإمارات الطويل الأمد بأمن الطاقة العالمي كمورد موثوق ومسؤول ونوّه بدورها الرائد في دفع العمل المناخي وتحول الطاقة وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.

وأشاد بالمكانة الاستثنائية لدولة الإمارات كقوة للتغيير والمواطنة العالمية والازدهار. وأثنى على قيادة دولة الإمارات في تعزيز التعايش الديني.

كما شارك الزعيمان في اليوم نفسه في قمة جدة “للأمن والتنمية” التي شارك فيها أيضا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق. وأكدوا خلالها رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار.

قمة قادة مجموعة”I2U2″

واستبقت قمتا جدة بيومين، قمة عقدت عن بعد لقادة مجموعة “I2U2” التي تضم دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والهند وإسرائيل، شارك فيها الزعيمان.

وقد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة أهمية الشراكات في تخطي التحديات المتداخلة التي يواجهها العالم اليوم. وأهمها أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والرعاية الصحية.

وأعرب عن تمنياته بأن تشكل المجموعة الرباعية نموذجا لمحبي السلام والازدهار.

منتدى الاقتصادات الرئيسية

وقبيل تلك القمة بشهر، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في “منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ”. الذي دعا إليه بايدن 17 يونيو الماضي. وشاركت به الإمارات كونها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ “COP28” في 2023.

المنتدى شهد مشاركة قادة ورؤساء حكومات في 17 دولة من الاقتصادات الكبرى التي تشكّل 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي ومن عدد سكان العالم.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مشاركته في المنتدى، وضع خارطة طريق للعالم لمواجهة التغيرات المناخية. تستند إلى محاور عدة أهمها تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي.

ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العالم لتسريع الجهود والعمل المشترك لمواجهة التغيرات المناخية. وبين أن بلاده أخذت بالفعل على عاتقها القيام بدور قيادي ومؤثر في هذا الصدد.

وكشف عن استثمار بلاده 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة حول العالم. من بينها 50 مليار دولار تخطط لاستثمارها خلال العقد المقبل.

نموذج ملهم

محاور مهمة تناولتها القمم الخمس التي جمعت الزعيمين الإماراتي والأمريكي. سواء كانت ثنائية أم دولية منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في الإمارات 14 مايو الماضي. تبرز ثقة العالم بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص برؤية القيادة الإماراتية. ودورها البارز في مواجهة التحديات العالمية.

أيضا تجسد رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جميع تلك القمم سعي الإمارات لتعزيز الأخوة الإنسانية من خلال مبادرات رائدة تواجه التحديات العالمية.

مبادرات تتوج دولة الإمارات كنموذج ملهم يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات العالمية. وعلى رأسها تغير المناخ لحماية مستقبل البشرية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى