سياسة

لماذا ترسل المنظمات الأممية المساعدات لليمن عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر على مليشيا الحوثي؟


حولت مليشيات الحوثي الإرهابية حياة اليمنيين إلى جحيم مستمر، وأغرقت البلاد في بركة من الدم، منذ انقلابها على الشرعية قبل أعوام. وأصبح اليمن يعاني من أكبر كارثة إنسانية بالعالم، ما دفع المنظمات التابعة للأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى الشعب.

لكن الغريب في الأمر أن المنظمات الأممية تستخدم ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي، التي دمرت اليمن وعذبت أهله. وهنا يطرح سؤال مهم؛ لماذا لا يتم استخدام الموانئ الأخرى في المناطق المحررة من المكلا – عدن – المخا؟

تجاهل تلك المنظمات للموانئ الواقعة في المناطق المحررة لإدخال المساعدات لليمن، والتركيز على ميناء الحديدة فقط، رغم أنه تحت سيطرة الحوثيين، يثير تساؤلات عديدة بشأن ذلك، ما يثير يبعث بالشط حول وجود تواطؤ مع الحوثي.

وتأججت تلك التساؤلات والشبهات، مع إقرار مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، بضغط من الإمارات ودعم من روسيا، قرارا يوسّع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن ليشمل جميع المتمرّدين الحوثيين بعدما كان مقتصرا على أفراد وشركات محددة.

وينص القرار الذي صاغته المملكة المتحدة ويمدد حظر الأسلحة حتى 28 فبراير 2023 على أن الكيان المحدد في ملحقاته، أي الحوثيين، سيخضع لإجراءات تتعلق بحظر الأسلحة المفروض على اليمن منذ عام 2015. ويعتبر ذلك سابقة يُحتمل أن تتسبب في فقدان الأمم المتحدة لحيادها في النزاع، وفقًا للخبراء الذين يعتبرون أيضًا أن جميع عواقب القرار لم تستكشف بعد.

وفي سياق متصل، طالب رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، بعدم استمرار بقاء ميناء الحديدة خاضعا لسيطرة ميليشيات الحوثي. مؤكدا أن بقاء ميناء الحديدة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي لن يحصد من ورائه اليمنيون إلا الشر والقتل والدمار.

وتستغل ميليشيات الحوثي ميناء الحديدة لأغراض عسكرية مختلفة، على رأسها تلقي الأسلحة والمعدات التقنية والخبراء الأجانب. الذين يتم تهريبهم من قِبل حلفائها وفي مقدمتهم إيران. بالإضافة لاستخدامه كقاعدة لإطلاق الهجمات البحرية الإرهابية ضد الملاحة الدولية، وذلك وفقا للعديد من الأدلة التي تم الكشف عنها.

كما يستخدم الحوثيون ذلك الميناء كغطاء لعملياتهم العسكرية، عبر تعطیل العمل به لعرقلة مرور سفن الإغاثة وإشعال أزمة إنسانية لضمان بقاء الميناء تحت الحصانة الأممية بموجب اتفاق ستوكهولم، ومن ثَم يجب توقف إرسال المساعدات عبر ميناء الحديدة لضمان عدم استغلال الدول الداعمة للحوثي بتهريب السلاح.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى