سياسة

لتطبيع العلاقات.. سوريا تشترط انسحابا تركيا من شمالها


كشفت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام اليوم الثلاثاء، أن دمشق طرحت شروطا مسبقة لعقد لقاء رباعي في موسكو يضم نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران.

مضيفة أن “المداولات لا تزال قائمة ومستمرة وجدية للوصول إلى عقد الاجتماع الذي قد يتقرر موعده في أي لحظة في حال وصلت تلك المداولات إلى نتائج إيجابية”.

واعتبرت أن هذا يعني حصول دمشق “على ما تريده من ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم المقدم للمجموعات الإرهابية”.

تستضيف موسكو الاجتماع الرباعي ويفترض أن يبدأ غدا الأربعاء. تمهيدا للقاء على مستوى وزراء خارجية الدول الأربعة ضمن مسار تقريب وجهات النظر بين الجانبين التركي والسوري على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية وهي خطوة بادرت بها أنقرة قبل أشهر.

وتقول مصادر مطلعة على الجهود الجارية، إن تركيا تبدي تفهما للمطالب السورية ومنها الانسحاب العسكري من شمالها وملف المعارضة السورية والجماعات المسلحة في شمال البلاد. إلا أنها تريد في المقابل ضمانات لأمن حدودها وحلا لملايين اللاجئين السوريين على أراضيها إلى جانب ملف الجماعات الكردية السورية المسلحة.

وتقول أنقرة في العلن إنها لم تتخلى عن حلفائها من الفصائل السورية، بينما تسعى لمصالحة مع دمشق وأنها تعمل على حل سياسي ومصالحة بين النظام السوري ومعارضيه. لكن في شمال سوريا آخر معقل للمعارضة والجماعات المسلحة المعتدلة تسود حالة من التوتر وسط استياء من إدارة تركيا ظهرها لحلفائها.

وقال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا اليوم الثلاثاء، إن الاستعدادات جارية لعقد اللقاء الرباعي من دون أن يحدد موعدا دقيقا أو يؤكد أو ينفي صحة ما تداولته تقارير عن عقد الاجتماع يومي 15 و16 مارس الجاري.  

وأوضح بوغدانوف الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية الروسي أنه يجري التحضير لاجتماع نواب وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران. في تصريح يأتي بعد أن أشارت قناة ‘تي ار تي’ التركية في تقرير لها أمس الاثنين، إلى أن الاجتماع سيعقد يومي الأربعاء والخميس في موسكو.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن مؤخرا أن الاجتماع الرباعي الذي تشارك في إيران للمرة الأولى، سيعقد الأسبوع المقبل دون ذكر موعد محدد.

وقال إن “اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات من تركيا وسوريا وروسيا، تم في الفترة الماضية بصيغة ثلاثية. ثم اتفقنا مع الجانب الإيراني بزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السابقة لتركيا على مشاركة إيران في الاجتماعات في إطار محادثات مسار أستانا”. مضيفا “المسار الوحيد الذي يعمل حتى الآن في موضوع الأزمة السورية”.

وتابع أن “تركيا وروسيا أعلنتا أنه لا مشكلة لديها ولا اعتراض في مشاركة إيران بالمحادثات المتعلقة بالملف السوري في إطار مسار أستانا، لتصبح بصيغة رباعية (تركيا روسيا سوريا إيران)، بدلا من ثلاثية  فهدفنا جميعا واضح”، معلنا كذلك أنه ليس لدى بلاده مشكلة إطلاقا في مشاركة أية دولة أو طرف بهذه المحادثات و”لا توجد لدينا أية ملاحظات على مشاركة إيران”.

وتريد تركيا الانتقال سريعا للمحادثات السياسية قبل الانتخابات بالتوازي مع اتصالات ولقاءات وترتيبات يجريها مسؤولون أمنيون، لكن كل التوقعات تشير إلى تعقيدات كبيرة في الملف السوري تجعل من مسار استئناف العلاقات والمصالحة بين دمشق وأنقرة، مسارا طويلا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى