سياسة

لبنان يرفض الوصاية.. تصريحات إيرانية تثير غضبًا رسميًا وشعبيًا


لبنان يستغرب من استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، في غضب يصل حد الاحتجاج الدبلوماسي.

واليوم الجمعة، ندّد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي بـ”تدخّل فاضح” في الشأن اللبناني إثر تصريحات نسبت لمسؤول إيراني حول استعداد بلاده للتفاوض مع فرنسا من أجل وقف لإطلاق النار في لبنان.

ووجه ميقاتي باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بيروت.

وطلب ميقاتي، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، من وزير الخارجية اللبناني استدعاء السفير الإيراني، مستغربا “هذا الموقف الذي يشكّل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان”.

ومثل هذا الموقف نادر على الصعيد الرسمي في لبنان منذ سنوات، في ظل تحكّم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بالقرار السياسي، وفي ظل شلل مؤسساتي وأزمة سياسية ناتجة عن انقسامات عميقة في البلاد.

وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه “نستغرب هذا الموقف الذي يشكّل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان”.

وأورد البيان أن ميقاتي طلب من “وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف”.

وكانت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نقلت عن رئيس البرلمان الإيراني قوله إن طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 في لبنان ووقف إطلاق النار.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أصيب السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني بانفجار جهاز «بيجر» في الانفجارات التي طالت المئات من عناصر حزب الله ونسبت لإسرائيل.

«يونيفيل» تحت النار

في اليوم نفسه، أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” أنه تم استهدف القوات العاملة جنوب لبنان عدة مرات.

واعتبر، في تصريحات له، أن ذلك “عرّض قوات حفظ السلام للخطر”، مشيرا في الآن نفسه إلى أن 5 من هذه الاستهدافات تمت بشكل “متعمد”.

وأضاف أن “الدمار والخراب الذي لحق بالعديد من القرى في لبنان على طول الخط الأزرق وما بعده صادم”.

كما لفت إلى “سقوط طائرة مسيرة قبالة سواحل لبنان جاءت من الجنوب ودارت حول سفينتنا واقتربت لأمتار قليلة”.

وكشف المتحدث عن العثور “على أثر لاستخدام محتمل للفسفور الأبيض قبل عدة أشهر بالقرب من إحدى قواعدنا”، دون تفاصيل أكثر.

وفي معرض رده عن إمكانية اللجوء للدفاع عن النفس ضد إسرائيل، قال “يمكن اللجوء إليه، ولكن من المهم تهدئة التوتر”.

إخلاء

على الضفة نفسها، وتحديدا في الجنوب اللبناني، دعا الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سكان عشرات القرى إلى إخلائها على الفور.

ومساء الخميس، أعلن حزب الله إطلاق “مرحلة جديدة وتصاعدية” في المواجهة مع إسرائيل، مؤكدا للمرة الأولى استخدام “صواريخ دقيقة” لاستهداف القوات الإسرائيلية عند الحدود في جنوب لبنان أو في شمال الدولة العبرية.

وبعد عام من تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، غداة اندلاع الحرب مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، صّعدت إسرائيل من وتيرة غاراتها على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تعلن نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.

ومنذ ذاك الحين، يعلن حزب الله بشكل شبه يومي تصديه لمحاولات تسلل قوات إسرائيلية من الجانب الإسرائيلي إلى بلدات حدودية وخوضه اشتباكات “من مسافة صفر” معها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى