متابعات إخبارية

لبنان: “لا نريد الحرب”


ألقى التصعيد الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين بظلاله على الساحة اللبنانية، مع القصف المتبادل بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، وسط مخاوف من جر البلاد للهاوية.

وتصدر هاشتاغ “#لبنان_لا_يريد_الحرب” مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية تعبيرا عن رفض اللبنانيين قيام حزب الله بجر البلاد لحرب جديدة، لن يحتمل آثارها الشعب اللبناني الذي يعيش في أزمة اقتصادية طاحنة، بالتوازي مع انسداد سياسي وفراغ رئاسي.

وشارك عدد كبير من اللبنانيين الهاشتاغ عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رافضين جر لبنان للحرب.

وقالت جوزي ايلف عبر حسابها على منصة إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) “نعم #لبنان_لا_يريد_الحرب، وطني لبنان يريد السلام والفرح والازدهار والتطور والعيش الكريم”.

بينما قالت جوسيان رزق عبر إكس” إنه “إيلي بدو (من يريد) يخوض البحر، يلي بدو (من يريد) يحرر القدس، يلي بدو (من يريد) يشارك بالطوفان، ما يقرب صوبنا بيوتنا مش مفتوحة لحدا (لأحد) والتاريخ لن يعيد نفسه، أصلا ما خليتو (لم تبقوا) الكن (لكم) صاحب”.

وقال مارك سعد “من يأخذ في لبنان اليوم قرار التصعيد ليس موكلاً من الشعب اللبناني ولا بعد (حتى) لبناني في تفكيره، بل هو مكلف بذلك من خلف الحدود”.

وعلى نفس النهج قالت كارلا الحايك ” الشعب اللبناني لا يحتمل أي مأساة جديدة بيكفينا (يكفينا) اللي فينا #لبنان_لا_يريد_الحرب”.

ويخشى اللبنانيون الدخول في حرب مدمرة مع إسرائيل بعد ساعات من أشد الأيام دموية على الحدود منذ حرب عام 2006.

وأعادت اشتباكات أمس الاثنين إلى أذهان القرويين في جنوب لبنان ذكريات الحرب المدمرة عام 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية مع امتداد الصراع بين إسرائيل ومسلحين فلسطينيين على بعد 200 كيلومتر جنوبا حتى أعتاب منازلهم.

وانتشرت دبابات إسرائيلية في بلدة “المطلة” الحدودية في أقصى الشمال مع هطول الأمطار بالقرب من الحدود شديدة التحصين.

وقُتل ستة أشخاص أمس الاثنين، ثلاثة منهم من أعضاء حزب الله وضابط إسرائيلي واثنان من المسلحين الفلسطينيين اللذين أثارا أعمال العنف بعد أن عبرا الحدود إلى إسرائيل من لبنان.

شربل علم، وهو حلاق في بلدة رميش الحدودية اللبنانية قال لرويترز “كنت هنا عام 2006، كانت تلك مشاهد مرعبة، وكان القصف بالأمس عنيفا للغاية”، مضيفا أن مئات الأشخاص غادروا ومعظمهم عائلات لديها أطفال أو أقارب مسنون.

وقال علم، في إشارة إلى الأزمة المالية التي أدت إلى إفقار العديد من اللبنانيين خلال السنوات الأربع الماضية، “الناس معها أطفال، غادروا لأنه في عام 2006 لم يكن هناك خبز ولا حليب ولا دواء، لبنان هكذا بالفعل الآن، لذا تخيل كيف سيكون الأمر إذا تصاعدت الأمور”.

أما ناظمية دموش، وهي امرأة عجوز، فقالت لرويترز إن “الأطفال نقلوا إلى قاعدة قريبة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال قصف أمس الاثنين.

وأضافت “أنا لا أخاف من القصف بهذه الطريقة، لكنك تخاف على الأطفال”.

بسام السويت المواطن اللبناني الذي خسر منزله في حرب عام 2006، قال إن |الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان تعني أنني لن أتمكن من إعادة إعمار منزلي مرة ثانية في حال تم قصفه”.

وأضاف أن “الوضع الاقتصادي بالنسبة للعالم كله اليوم يعني إذا أردت أن تخرج من البيت أين ستذهب؟”.

ويتبادل الجانبان القصف في أخطر تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ حرب 2006 قبل 17 عاما والتي أودت بحياة 1200 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، و157 إسرائيليا، معظمهم جنود.

وتصاعد التوتر منذ أن شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل من قطاع غزة يوم السبت مما أودى بحياة 1000 إسرائيلي على الأقل وأسر العشرات منهم وبدء حرب قتل فيها نحو 700 فلسطيني.

وبدأت أعمال العنف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عندما تسلل مسلحون أمس الإثنين من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب حماس في غزة عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل.

وقتلت القوات الإسرائيلية اثنين من المسلحين في المواجهة التي تلت ذلك، والتي قتل فيها ضابط إسرائيلي أيضا. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز العدد الذي أعلنته إسرائيل حتى الآن.

ثم قُتل مقاتلو حزب الله خلال القصف الذي شنته إسرائيل ردا على هذه العملية.

ورد حزب الله بإطلاق النار على موقعين للجيش الإسرائيلي دون وقوع إصابات، فيما وصفته الجماعة بأنه رد فعل أولي، مما يشير إلى تنفيذ المزيد من هذه العمليات في المستقبل.

وأمضى لبنان سنوات في إعادة الإعمار بعد حرب 2006 التي قصفت خلالها إسرائيل جنوب لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله، كما دمرت فيه إسرائيل مناطق واسعة من ضواحي بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى