غرائب

لبنان..فيديو يظهر تلميذا تعرض للتنمر


ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بفيديو يظهر تلميذاً تعرض للتنمر من قبل مجموعة من الطلاب الذين قاموا بغسل شعره بالقوة.

الفيديو أظهر الطلاب داخل مرحاض مدرسة، وعجز الطفل عن مقاومتهم بسبب عددهم وكونهم أكبر منه سنّا.

أثار الفيديو غضباً واسعاً لدى الناشطين الذين عبروا عن سخطهم مما قام به الطلاب، مذكرين بما للتنمر من انعكاسات نفسية على التلميذ.

ونشر ناشط الفيديو عبر صفحته على “فيسبوك” معلقاً: “هذا المشهد ليس في أي مدرسة، مدرسة تعتبر نفسها دولية، التنمر والتحقير الذي تعرض له هذا الطفل داخل مرحاضها هو جريمة موصوفة تُرتكب كل يوم داخل أروقة هذه المدرسة، حيث ابن المسؤول والثري يمكنه النيل والتنمر على الأضعف منه فقط للتسلية والترفيه، وإدراة المدرسة غائبة عن السمع.. نضع هذا الفيديو بتصرف القضاء ووزارة التربية والرأي العام المحلي والعالمي”.

 

في حين كتب ناشط آخر: “ما حصل سيدمر نفسية الطفل ما لم تتم معالجته ومتابعة حالته بشكل سريع”.

وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان تحركت سريعاً، حيث أوضح المكتب الإعلامي في بيان، أنّ “عدداً من وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت فيديو يتضمن تنمراً واضحاً قام به تلامذة كبار في إحدى المدارس الخاصة، بحق تلميذ من فئة عمرية صغيرة، وقد أثار هذا العمل الشائن سخط الأهالي والرأي العام”.

وتابع البيان: “فور تبلغ مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي بالفيديو المتداول، تحرّك رئيس المصلحة بتوجيهات من وزير التربية الدكتور عباس الحلبي، وتبلغ من إدارة المدرسة المعنية أنها اتخذت التدابير الرادعة والمناسبة. كما تبلغت الوزارة رسالة صوتية من سيدة تدعي أنها والدة التلميذ موضوع التنمر، زعمت أن المدرسة قامت بما يجب القيام به تجاه المسألة”.

وأضاف: “إزاء هذا الأمر تعتبر وزارة التربية والتعليم العالي، أن عملية التنمر الواضحة، تستوجب إجراءات قانونية وتربوية، وبالتالي فإن الوزارة تتحرك كجهة حامية لحقوق الطفل، على اعتبار أن هذا الفعل الشائن يصبح نموذجاً قابلاً للتكرار في حال تم التستر على من قام به. أو لم يتخذ في شأنه تدبير رادع يمنع أي تلامذة آخرين من التفكير بالقيام بمثله”.

وختم: “بالتالي فإن وزارة التربية والتعليم العالي تمهل إدارة المدرسة المعنية حتى صباح الأربعاء المقبل، لتتسلم ملفاً بالإجراءات القانونية اللازمة، والتي تلحظ تدارك التأثيرات النفسية على الطفل المعني وتعمل على معالجتها. وذلك تحت طائلة اتخاذ إجراءات بحق الإدارة، سنداً للقوانين المرعبة الإجراء”.

خلل

وعن التنمر وآثاره، أوضحت اختصاصية علم النفس هيفاء السيد لـ”العين الإخبارية” أن “التنمر هو سلوك عدواني يتضمن الإيذاء والتهديد من فرد أو مجموعة أفراد ضد الآخر بطريقة متعمدة ومهددة، بقصد الإساءة وإظهار السلطة والتقليل من شأن الآخر”، مضيفة: “آثار التنمر على الطفل تعود إلى بنية شخصيته، فإذا كانت هشة ستظهر عليه سمات تقلبات المزاج، التشتت وعدم القدرة على التركيز، تراجع في التحصيل المدرسي، العصبية، الغضب، اضطرابات الأكل، الاكتئاب، الرهاب الاجتماعي، القلق، الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية في المدرسة أو غيرها وقد يصل إلى حد التفكير في الانتحار”.

 سمات عدة لدى الضحية قد تدفع الآخرين للتنمر عليه، منها كما قالت “السيد” ما قد يعود “إلى خلل في التربية الأسرية للضحية وظروف التنشئة المتدنية التي تجعل الطفل يشعر بألم عميق في داخله كالإهمال وعدم الاهتمام بوجوده والعذاب الداخلي، أو خوف الأهل الكبير عليه ما يفقده ثقته بنفسه ومن سمات الضحية كذلك أن يكون ضعيف البنية، خجولاً، نحيلاً أو سميناً أحياناً”.

أما تصرف المتنمر وإساءته للآخر فيعود كما قالت اختصاصية علم النفس “إما للدلال الزائد الذي يدفع الفرد إلى التصرف وفعل ما يشاء أو إلى غياب الأب وسلطته المعنوية ما يسمح للشخص بعدم احترام القوانين وفقدان المرجعية لديه، وقد يعود إلى نقص في إشباع احتياجاته العاطفية يكتمها في داخله أو من معاناته من مشاكل نفسية واجتماعية تدفعه لممارسة التنمر، لذا فإن الحوار والتواصل ضروريان بين الوالد وابنه لمعرفة أسباب سلوكه” مشددة على ضرورة “تقديم الدعم النفسي للمتنمر لكي يتعاطف مع الآخرين واصلاح مفاهيمه الخاطئة والمشاكل السلوكية والنفسية التي تدفعه للتنمر من خلال التدخل النفسي من قبل المعالج”.

كما شددت على “ضرورة اللجوء إلى المعالج النفسي لمتابعة الشخص الذي تعرض للتنمر لاستعادة ثقته بنفسه وإبراز طاقات القوة لديه وتقديره لذاته، كما يجب أن تتضمن كل مدرسة مرشداً اجتماعياً يساعد في إطلاق حملات توعية حول التنمر: سلوكه، أضراره، خطورته، وكيفية الحماية في حال تعرض أي طالب له، كما على الأسرة اتباع أسلوب الحوار والتواصل الدائم وإغداق الطفل بالحب والاهتمام وبأنهم السند والمرجعية في حال تعرضه للعنف والأذى”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى