سياسة

لبنان…احتجاجات على زيارة وزير خارجية إيران إلى بيروت


وصل وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان لإجراء سلسلة لقاءات مع مسؤولين كبار في هذا البلد العربي.

زيارة من اللافت فيها عدم إعلان موعد وصول الوزير الايراني إلى الأراضي اللبنانية مسبقا، كما لم تقام مراسم استقبال رسمية له.

كما لم يعلن عن أي نشاط رسمي في جدولها، ما يرجح أن عبد اللهيان سيلتقي بأمين عام مليشيات حزب الله، حسن نصرالله، على أن يبدأ زياراته الرسمية بعد ذلك، التي قد تشمل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فضلا عن لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.

زيارة الوزير الإيراني قوبلت بموجة وعاصفة غضب واسعة اجتاحت لبنان إذ انطلقت مسيرة دعت إليها “المجموعات السيادية” من ساحة ساسين في الأشرفية بالعاصمة بيروت إلى وزارة الخارجية، رفضاً لتواجد الضيف الإيراني على أراضي لبنان.

وطالب المحتجّون بـ”تطبيق القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي”، رافعين شعار “”لا للاحتلال، لا لسلطة الخضوع والخنوع”.

رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، قال في كلمة نيابة عن المحتجين، إنه: “نرفض زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان وكأنّ المقصود منها الإيحاء بأنّ الجمهورية اللبنانية هي دولة محتلّة فعليًّا وهي امتداد للنظام والنفوذ الإيراني”.

وأشار “محفوض” إلى أن “زيارة وزير خارجية إيران للبنان اليوم لا تأتي في السياق الدبلوماسي الطبيعي بين الدول بل هي تمثيل سافر لاحتلال نرفضه ونقاومه”.

وأضاف: “نقول للإحتلال الإيراني إنّ السيادة قبل الرغيف، وسنقاوم كلّ احتلال مستندين إلى حقنا في تطبيق الدستور والقرارات الدولية”.

ومضى قائلا: “لا أهلا ولا سهلا بممثل الاحتلال الإيراني ولا لسلطة الخضوع ولا لطاقم الحكم الفاسد صنيعة هذا الاحتلال”.

 وتعليقاً على الزيارة، قال المسؤول الإعلامي بحزب “القوات اللبنانية” شارل جبور إن: “ايران تراقب عن كثب حجم الحضور الدولي في لبنان وهو يشكل قلقاً بالنسبة  إليها ولحزب الله “.

 وأضاف أن ” إيران تحاول إقامة نوع من التوازن والحضور مع المجتمع الدولي وخصوصاً مع أمريكا وباريس ودول وعواصم القرار الغربية والعربية تحاول بإستمرار أن تقول أنا موجودة في ظل ميزان القوى الدولي القائم والحاضر في لبنان دائماً وأبدا”.

 وأشار إلى أن “زيارة عبد اللهيان تأتي في هذا الإطار لا أكثر ولا أقل”، لتقول من خلالها إيران ” أنا أيضاً لدي نفوذ وحضور في لبنان ولا يجب على المجتمع الدولي وعلى واشنطن تحديداً أن تتجاهل حضوري ودوري في لبنان”.، وفق قوله.

 وشدد على أن الزيارة “رسالة إلى الدول العربية والمجتمع الدولي بأن إيران جزء من القرار السياسي وأي اتفاق سيعقد يجب أن تكون شريكة فيه”، طبقا لحديثه.

 وعن تأثير هذه الزيارة على الحكومة اللبنانية الجديدة، قال جبور: “تؤثر هذه الزيارة بقدر ما تتنازل هذه حكومة نجيب ميقاتي عن الموقف السيادي”، مضيفاً: “هذه المسألة تتعلق برئيس الحكومة وبالحكومة مجتمعة إذا قررت التنازل عن الموقف الوطني والسيادي وتقبل انتهاك سيادة لبنان “.

 وتابع: “رأينا ما جرى مع المحقق العدلي طارق البيطار في انفجار مرفأ بيروت وقرار محكمة الاستئناف التي رفضت كف يده رغم تهديدات حزب الله”.

 وختم حديث قائلا: “عندما يريد الشخص أو الكيان عدم الانصياع فهو لا ينصاع”.

 بدوره، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي مكرم رباح،إنه: “لم يتغير شيئاً في لبنان منذ زيارة وزير الخارجية السابق جواد ظريف إلى بيروت”.

 وأضاف قائلا: “كل المحاولات لإقناع المجتمع الدولي بأن إران تحاول أن تساعد لبنان بطريقة ندية وأن هناك علاقات طبيعية ودبلوماسية، يبددها تصاربح وتصرفات حزب الله عبر سيطرته المطلقة على البلاد”.

وأضاف: “ما صوَر على أنه هبة نفطية هو بالواقع تهريب للمازوت الإيراني إلى لبنان ومحاولة تبييض الأموال وإعطاء المال لحزب الله”، في إشارة إلى شحنة المازوت التي استقدمها حزب الله من إيران مؤخرا تحت شعار حل الأزمة النفطية في لبنان.

 وخلص إلى أن “هذه الزيارة تأتي من أجل الصورة لا أكثر ولا أقل”.

 وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أكد في وقت سابق الأربعاء، رفض بلاده لأي عمل عدائي تقوم به إيران في المنطقة.

وكشف ميقاتي أنه سيعرب خلال اللقاء المرتقب مع وزير الخارجية الإيراني “رفض لبنان قيام إيران بأي عمل عدائي في المنطقة”.

وقال ميقاتي في حديث تلفزيوني: “سأعبر لوزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان عن موقفنا الداعي إلى التزام إيران بعلاقات حسن الجوار مع محيطها وعدم القيام بأي عمل عدائي”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى