بعض وسائل الإعلام تتعمد التهجم على تونس، وانتقاد ما يقوم به رئيسها المنتخب قيس سعيّد، بل والتحريض عليه وتصوير ما يفعله لمصلحة بلده بطريقة لا تمت إلى الواقع بصلة.
وبما أن الرئاسة التونسية قد عزمت أمرها على تحييد خطر تنظيم الإخوان الإرهابي، ممثلا في حركة النهضة، وذلك بإبعادها عن مؤسسات الحكم، وملاحقة عناصرها قضائيًّا من أجل استعادة المال العام المنهوب، فإن المتعاطفين مع الإخوان والمستفيدين من وجودهم في السلطة هم من يديرون حملات التشويه ضد نهج الإصلاح في تونس.
فعلى مدى عشر سنوات مضت، مُنح الإخوان فرصة ذهبية لم تُتح لغيرهم في تونس، ومارسوا من خلال حكم “النهضة” كل أشكال الحقد على شعب تونس، وعيّنوا جميع الموالين لهم بمواقع حكومية حساسة.
وهنا تمسّك الرئيس التونسي قيس سعيّد بخيار إنقاذ بلده، فسار وفق خارطة طريق دستورية، وهو يدرك نيّات الإخوان وما فعلوه في برلمان تونس، بل وفي البلاد بشكلٍ عام.
وحين نقول: لا تظلموا تونس! فإن المقصود وبشكل مباشر أخذ الحقيقة من أهلها بعيدًا عن ذلك الزيف الإخباري، الذي يحركه أصحاب أجندات إخوانية.. فتونس تسير على الطريق الصحيح، وهذا الأمر يستدعي تاريخًا جديدًا من مرحلة تعافي الدولة، وعودتها إلى تقديم الأفضل لمواطنيها، وقراءة المشهد ككل، عبر النظر إلى أغلبية شعبية وسياسية تساند الرئيس قيس سعيّد، باعتباره المنقذ في هذه المرحلة.
لا تخدم خطابات زعيم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، أي تونسي يبحث عن لقمة عيشه، فـ”الغنوشي” -بحسب رافضي توجهاته- لا يزال يبكي على الأطلال، ويود أن تعود به الأيام للإمساك بمطرقة مجلس نواب الشعب.
وحتى الدعاية المضادة التي يُراد لها أن تتصدر المشهد في تونس، هي دعاية موتورة لا تستند إلى الواقع، وتتماهى كمًّا وكيفًا مع أجندات الإخوان وداعميهم، سيما وأن صلابة الرئيس قيس سعيّد في إصدار القرارت جعلت الإخوان يلجؤون لمثل هكذا أساليب بعيدة عن الموضوعية.
تتكشف في كل يوم خبايا الإخوان في تونس، فالاختراق الذي قامت بها حركة النهضة لمؤسسات الدولة التونسية غيّر ملامح الوطن، حتى الجهاز القضائي العدلي تضرّر بشكل لا يدعو للشك، وهذا ما اعترف به الرئيس التونسي نفسه.
لا مجال هنا لسرد عقلية الإخوان في الحكم، يكفي المرء التطرق فقط إلى حكاية ما يسمى “الجهاز السري للنهضة”، ذلك الجهاز المتهم باغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
فذلك الجهاز المسلح أوكل الإخوان إليه مهامّ خطرة، والتحليلات التي ترافق سياق الكشف عن المزيد حوله جعلت من الإخوان مفضوحين أمام الرأي العام بالأدلة والبراهين والحُجج الدامغة.
في نهاية المطاف، لن يثير الإعلام المُعادي الضجة والفوضى التي ينشدها في تونس، بقدر ما سيعطي زخْمًا كبيرًا لمراقبة السقوط المدوّي للإخوان، فهم أكثر فئة اعتادت السقوط في السنوات الأخيرة، كونهم دخلاء على مجتمعاتنا العربية، وأعداء لأنفسهم ولنا، بما يحملون من فكر هدام وأيديولوجيا متطرفة.
نقلا عن العين الإخبارية