سياسة

لابتزاز المجتمع الدولي… إيران تهدد بكارثة بيئية


كشفت صحيفة ناشونال إنتريست الأميركية، أن مصير ناقلة النفط “الصدئة” الراسية قبالة الساحل اليمني ستقرره إيران عبر وكيلها المحلي “ميليشيا الحوثي“. حيث يصر قيادات الميليشيا على الإشراف على أكبر كارثية بيئية في تاريخ اليمن.

كارثة بيئية غير مسبوقة

وعبر خبراء عن خشيتهم من تحطم السفينة الصدئة حيث سيتسبب ذلك في تسرب 48 مليون جالون من النفط إلى البحر الأحمر متسببًا. في كارثة بيئية غير مسبوقة ومدمرًا لنظام بيئي نابض بالحياة وهو ما يتحمله نظام الملالي بالكامل، حسب “ناشونال إنتريست” الأميركية.

السفينة مملوكة لشركة النفط اليمنية التابعة للدولة، وهي شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج (SEPOC)، واستخدمت الشركة الناقلة كمحطة تخزين عائمة حتى عام 2014, وعندما استولى المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على ميناء الحديدة، وفي مارس 2015 ، استولوا على مقتنيات  السفينة صافر وغيرها من أصول الشركة SEPOC، بما في ذلك ميزانيتها التشغيلية البالغة 110 ملايين دولار.

ومنذ ذلك الحين ، ظلت السفينة القديمة تحت سيطرة الحوثيين، ولم تتم صيانتها وبدأ تسرب النفط منها، وقد وصف الخبراء السفينة بأنها “قنبلة عائمة”.

وأكدت الصحيفة أن أي انفجار أو تحطم في السفينة القديمة قد يؤدي إلى توجيه ضربة قوية للبيئة المحلية، مما يؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية إلى جانب 600 نوع من الأسماك واللافقاريات التي تعيش حولها. 

وتابعت أن الكارثة ستؤثر أيضًا على 31500 صياد و 235.000 آخرين يعملون في الصناعات المرتبطة بصيد الأسماك، وسيعرض التلوث صحة الملايين وسبل عيشهم للخطر. ومن المرجح أن يغلق ميناء الحديدة الذي يعد نقطة الدخول الرئيسية لليمن، التي تتأرجح بالفعل بسبب المجاعة، وتبلغ التكلفة المتوقعة للتنظيف ما يقرب من 20 مليار دولار، وهو ما يعادل إجمالي الناتج المحلي السنوي لليمن.

طهران تحبط مساعي الأمم المتحدة

الأمم المتحدة أخذت زمام المبادرة في محاولة حل الأزمة إدراكًا منها للتداعيات العالمية للتسرب الهائل المتوقع، وحاولت إقناع الحوثيين بالسماح بتفتيش الناقلة ونقل النفط إلى سفينة أكثر جاهزية للإبحار، حسب الصحيفة.

ووافق الحوثيون في البداية إلا أن تعليمات من طهران جاءت إليهم بالرفض، مما دفعهم لتغيير رأيهم قبل أن يوشك الخبراء الدوليون على الصعود إلى السفينة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى، ففي عام 2019. وافق الحوثيون على السماح لخبراء الأمم المتحدة بتفتيش السفينة لكنهم أوقفوا المهمة قبل أن تبدأ، حتى أن الأمم المتحدة اشترت طفرات احتواء نفطية لمنع السيناريو الأسوأ. لكن الطفرات لا تزال في أغلفتها بسبب انهيار المفاوضات السياسية مع الحوثيين.

إرهاب إيراني

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن قيادة الحوثيين ليست غافلة عن الكارثة البيئية التي تلوح في الأفق، حيث يعتقد جون راتكليف، المتخصص في شؤون اليمن في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، أن الحوثيين قد يكون لديهم فهم مختلف لمدى احتمال وقوع كارثة وشيكة الحدوث.

وتابعت أن الحوثيين لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم – فهم تابعون للنظام الإيراني، الذي منع الحوثيين من التوصل إلى اتفاقات مع الأمم المتحدة في أربع مناسبات منفصلة، مضيفة أن السفينة تعمل كسلاح مناسب ضد المملكة العربية السعودية. العدو الإقليمي الرئيسي لإيران، وهناك زعيم حوثي واحد على الأقل مسجل في السجلات يشير إلى الناقلة كرادع عسكري إذا حاولت القوات اليمنية المدعومة من السعودية استعادة السيطرة على الحديدة، وفي هذه الحالة سيغرق الحوثيون الناقلة.

وأفادت الصحيفة أن السعوديين، مدركون تمامًا للكارثة التي ستعقب ذلك، وأخذوا في الحسبان هذا السيناريو الكابوسي الطارئ في تخطيطهم للحرب. 

وتابعت أن السعوديين يدركون جيدًا أنه من شأن أي تسرب نفطي بحري أن يعيث فسادا في البنية التحتية للسياحة في المملكة العربية السعودية ومحطات تحلية المياه على طول الساحل، وأعرب العاهل السعودي وبعض كبار المسؤولين الآخرين عن قلقهم من أن المملكة يجب أن تستعد لتخريب السفينة صافر، أو كما تسمى “القنبلة النووية” للحوثيين.

إرهاب بيولوجي

وأفادت الصحيفة، أن استخدام النظام الإيراني لخطر كارثة بيئية كسلاح حرب ليس بالأمر الغريب لأن الإرهاب البيولوجي ليس جديدا على الشرق الأوسط، حيث تسبب الرئيس العراقي صدام حسين في 1991 في أكبر بقعة نفطية في التاريخ عندما أطلق أكثر من 11 مليون برميل من النفط الخام في الخليج العربي لمنع الولايات المتحدة من تقديم المساعدة للكويت، وتسبب التسرب النفطي في تلويث أكثر من 800 كيلومتر من المياه الساحلية ، وقتل الآلاف من الطيور البحرية ، وتسمم الماء لسنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين هم أكبر داعم للإرهاب البيولوجي، حيث أطلق وكلاؤهم الحوثيون صواريخ على منشأة الشقيق لتحلية المياه في المملكة العربية السعودية في جازان درب.

ولكن حتى بدون الإرهاب البيولوجي، تظل السفينة صافر سلاحًا حاسمًا في ترسانة الإيرانيين، ففي الماضي، حاولوا الاستفادة من وضع الناقلة لإنهاء الحظر المفروض على اليمن.

وأكدت الصحيفة أن الحوثيين اشترطوا في مناسبات مختلفة، عمليات تفتيش على الناقلة بوقف مبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية وحصار الأخيرة لليمن، وأجرت وسائل إعلام فارسية مقابلة مع عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين الذي حذر من أنه في حالة عدم تلبية مطلب الحوثيين، “يجب تحميل مجلس الأمن والأمم المتحدة والتحالف السعودي المسؤولية عن انهيار السفينة والكارثة البيئية المحتملة التي قد تسببها”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى