كيف يؤثر إدمان مشاهدة المسلسلات على حياتنا؟
عادة ما تبدأ مشاهدة المسلسلات المفضلة بتوصية من صديق أو من إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول الأمر إلى إدمان يصعب التوقف عنه.
وفيما يخص تأثير المشاهدة الشرهة للمسلسلات المفضلة، أوضحت الاختصاصية الأمريكية في علم النفس السريري، ريني كار، أن الانخراط في عمل نشاط ممتع مثل المشاهدة الشرهة للمسلسل المفضل، يؤدي إلى إفراز الدماغ لـ”الدوبامين”، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الجسم متعة داخلية، ما يعزز الاستمرار في هذا النشاط، وهي عملية شبهتها بتعاطي المخدرات، وهذا ما يفسر الإدمان على المشاهدة.
وما بين المميزات العيوب، تؤثر مشاهدة المسلسلات المفضلة بنهم وشره وبشكل متواصل على الحالة النفسية، نستعرضها في التقرير التالي، وفقاً لموقع “برايت سايد” الأمريكي.
المميزات
-تخفيف التوتر
وفقًا لأحد علماء النفس الإكلينيكيين، تتعرض حياتنا اليومية للتوتر المستمر، ولذلك، مشاهدة مسلسلاتنا المفضلة تسمح لأدمغتنا بأخذ قسط من الراحة من كل الضغوط الحياتية.
كما يمكن أن يساعدنا الهروب المؤقت أيضاً على الشعور بالحيوية والاستعداد أكثر، عند العودة إلى العالم الحقيقي لمواجهة مشاكلنا الشخصية.
-تحسن العلاقات العاطفية
تساعد مشاهدة المسلسلات المفضلة على تعزيز الشعور بالانتماء، خاصة بين الأشخاص الذين يتابعون المسلسل نفسه، وذلك من خلال مشاركة الحديث والآراء عنه مع الآخرين سواء من الأصدقاء أو من الأسرة.
ولا تقتصر فائدة مشاركة مشاهدة المسلسل المفضل على التقارب العاطفي بين الأصدقاء أو الأسرة، بل يمتد أيضاً إلى شريك الحياة، إذ وجدت دراسة أن وقت المشترك للمسلسلات المفضلة مع الحبيب/الحبيبة والزوج/الزوجة، يساعد على تحسين جودة العلاقة بينهما.
-حل المشاكل
يمكن أن تكون مشاهدة المسلسلات المفضلة بنهم، مسألة صحية في حالة تحول شخصيات المسلسل، لنماذج يحتذى بها، وأيضاً إذا كان المحتوى يعطينا لمحة عن مهنة أو عالم نهتم به.
كما يمكن أن تساعد المسلسلات المفضلة أيضاً على منح أفكار لحل المشكلات الشخصية، من خلال تذكر كيفية تصرفت شخصية ما في المسلسل أو تعاملت مع أزمة معينة.
-التواصل مع المشاعر
وصف أحد الخبراء المشاهدة الشرهة للمسلسلات المفضلة أنها شكل من أشكال “النقل السردي” أو إقناع متلقي القصة، من خلال انغماس المشاهدين في قصة تبدو حقيقية، فالحبكة والتمثيل والموسيقى، عوامل تساهم جميعها في الحصول على تجربة عاطفية قوية، مما يسمح لنا بإشراك مشاعرنا الخاصة.
-تحسن الحالة النفسية
شرح عالم نفس إكلينيكي أن ممارسة نشاطاً ممتعاً، مثل مشاهدة المسلسل المفضل بشراهة، يجعل أدمغتنا تنتج مادة الدوبامين، ما يساعد على خلق مشاعر السعادة والمكافأة.
يفسر هذا أيضاً سبب تمكن ورغبة بعض الأشخاص من إنهاء موسم كامل مرة واحدة.
تدفعنا الرغبة الشديدة في تناول الدوبامين إلى الاستمرار في فعل ما يراه دماغنا نشاطاً مُرضياً، ما يجعل من الصعب التوقف عن المشاهدة.
العيوب
-الانهيار بعد الحالة النفسية المرتفعة
قد يكون شعور الفراغ الذي يأتي مع كل سلسلة ختامية للمسلسلات المفضلة نتيجة لما يصفه أحد علماء النفس بأنه “اكتئاب ظاهري”.
قد يؤدي انتهاء المسلسل المفضل إلى الشعور بالخسارة، الأمر الذي يشبه إلى حد كبير الطريقة التي يتبعها ارتفاع السكر عادةً، فإن الانخفاض المفاجئ في تحفيز الدماغ يجعلنا أيضاً عرضة للشعور بالحزن.
أشارت نتائج الأبحاث أيضاً إلى الشعور بالذنب بعد الإفراط في المشاهدة، بسبب الواجبات المهملة.
-الحرمان من النوم
كشفت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم معدل أعلى من المشاهدة الشرهة للمسلسلات المفضلة، يعانون ضعف جودة النوم وزيادة التعب وأعراض الأرق.
كما أن مشاهدة أفلام وثائقية عن الجريمة أو رعب أو تشويق لا تساعد على النوم الجيد أيضاً.
-العزلة
حذر أحد علماء النفس من مخاطر الإفراط في الاتصال بأجهزة التلفزيون أو الهاتف المحمول لدينا على حساب التفاعل البشري الحقيقي، وزيادة الرغبة في العزلة.