سياسة

كشمير في مرمى النار مجددًا: هل نعود إلى 2019؟


مع تصاعد حالة التوتر بين الهند وباكستان، خلال الأيام القليلة الماضية، دبت حالة من القلق في إسلام أباد، وسط تخوفات من نسخة جديدة من

مع تصاعد حالة التوتر بين الهند وباكستان، خلال الأيام القليلة الماضية، دبت حالة من القلق في إسلام أباد، وسط تخوفات من نسخة جديدة من سيناريو 2019، لكن بلا خطوط حمراء.

فبينما لم تجف بعد دماء المدنيين الذين سقطوا في كشمير الهندية، يرتفع منسوب القلق في باكستان وسط نذر تصعيد تعيد للأذهان مشهد الغارات الجوية وتبادل الأسرى قبل ستة أعوام.

ويوم الأربعاء، أعلنت الهند عن مشاركة عناصر عابرة للحدود في هجوم مسلح يوم الثلاثاء تسبب في مقتل 26 رجلا في وجهة سياحية شهيرة.

وأصدرت الشرطة الهندية إشعارات تتضمن أسماء ثلاثة مسلحين مشتبه بهم، وقالت إن اثنين منهم باكستانيان، لكن نيودلهي لم تقدم أي دليل على وجود صلة، ولم تدل بأي تفاصيل أخرى.

وحتى الآن لم تحمل الحكومة الهندية أي جماعة مسؤولية الهجوم لكنها أعلنت عن سلسلة من الإجراءات العقابية ضد باكستان بما في ذلك تعليق معاهدة مياه بالغة الأهمية، ردًا على ما وصفته بدعم إسلام أباد للهجمات الإرهابية داخل الهند.

في المقابل، تعقد باكستان اجتماعا يوم الخميس للجنة الأمن القومي، التي تعد أعلى منتدى لصنع القرار في البلاد بشأن الأمن والسياسة الخارجية، وذلك لصياغة الرد على تداعيات هجوم كشمير وهو منطقة تدعي الدولتان السيادة عليها وخاضتا بسببها عدة حروب.

كان آخر هجوم مسلح بهذا الحجم قد وقع في الجزء الهندي من كشمير عام 2019، عندما قُتل العشرات من أفراد الأمن الهنود وبعد ذلك الهجوم، شنت الهند معركة جوية لكنها توقفت قبل أن تتحول إلى حرب شاملة.

فهل يتكرر سيناريو 2019؟

امتلأت القنوات الباكستانية بمحللين يحذرون من عواقب لا يمكن التنبؤ بها في حال تصاعد الأعمال العدائية بين الجارتين النوويتين، وفقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

ويحذر بعض المحللين الباكستانيين من أن أي مواجهة قد تتفاقم إلى ما هو أبعد مما حدث عام 2019. وقال سيد محمد علي، المحلل الأمني في إسلام آباد، “بدأ التصعيد الهندي بالفعل وسيكون على نطاق أوسع مما كان عليه في فبراير/شباط 2019”.

وزعم أن «الهند تستغل الهجوم سعياً للحصول على تضامن الولايات المتحدة وتهدئة التوترات بشأن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، وأيضا لإعادة صياغة مساعي الاستقلال في كشمير كحركة إرهابية»، على حد قوله.

وحتى أمس الأربعاء، قال مسؤولون باكستانيون إنهم لم يروا أي دليل على وجود تعبئة عسكرية هندية وأكدوا أن الجيش الباكستاني في حالة تأهب على طول خط السيطرة الفاصل بين الشطرين الخاضعين للإدارة الهندية والباكستانية من كشمير.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمني باكستاني كبير طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن باكستان ستتعامل مع أي تصعيد متبادل بحذر، لكنها ستحبط أي توغلات هندية في حال حدوثها.

من جهة أخرى، اتهم بعض المحللين العسكريين والمسؤولين الحاليين والسابقين الهند بتدبير الهجوم، وأشاروا إلى وقوعه أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس للبلاد.

وقال العميد المتقاعد أحمد سعيد مينهاس، في تصريحات تلفزيونية “إنهم يلقون باللوم على باكستان دون دليل”.

وجه الاختلاف بين 2019 و2025؟

وأعادت التوترات الحالية إلى الأذهان مواجهة 2019 حين أدى تفجير انتحاري في مدينة بولواما في فبراير/شباط من ذلك العام إلى غارة جوية هندية داخل باكستان، مما أدى إلى اندلاع اشتباك جوي انتهى بإسقاط طائرة هندية، وأسر قائدها قبل إطلاق سراحه لاحقًا في لفتة ساهمت في تهدئة التوترات، ولو لفترة وجيزة.

لكن المسؤولين يرون أن الوضع الحالي يختلف عن عام 2019، ففي ذلك الوقت أعلنت جماعة “جيش محمد” الإسلامية المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف أفراد الأمن، لكن الهجوم الأخير شمل مدنيين عزل، وكانت الادعاءات بالمسؤولية غامضة وغير مؤكدة.

وحتى الآن، لم يصدر الجيش الباكستاني أي بيان علني بشأن الهجوم فيما أدانت وزارة الخارجية أمس الأربعاء الخسائر في الأرواح، ونفت أي دور لإسلام أباد وحثت الهند على تجنب “الادعاءات السابقة لأوانها وغير المسؤولة”.

ويحذر المسؤولون والمحللون من أن الحظ السعيد الذي جنب المنطقة كارثة في 2019، قد لا يتكرر. وقال مرتضى سولانجي، وزير الإعلام المؤقت السابق: “خلال التصعيد الأخير، كانت كل من الهند وباكستان محظوظتين بالنزول عن السلم”.

وأضاف: “هذه المرة، نحن في مرحلة أكثر خطورة” مشيرا إلى أن النظام العالمي المتصدّع ووسائل الإعلام الهندية التي تفرط في التهويل تجعل من الصعّب التصرف بعقلانية. وتابع “سيخسر البلدان ما لم يتوقف هذا الجنون.”

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى