سياسة

باكستان تحارب الإرهاب.. التفاصيل


تستعد باكستان لإطلاق عملية عسكرية شاملة لمحاربة الإرهاب. لكن شبح عملية مماثلة في 2014 يخيم على الأجواء.

واليوم الجمعة، أعلنت لجنة الأمن القومي في باكستان أن إسلام أباد تعتزم إطلاق عملية عسكرية ضد المتشددين في جميع أنحاء البلاد. في خطوة ربما تكون مكلفة لبلد يواجه بالفعل أزمات اقتصادية وسياسية شاملة.

وباكستان معرضة لخطر التخلف عن سداد ديونها مع توقف برنامج إنقاذ من صندوق النقد الدولي منذ نوفمبر الماضي. فيما تكثف جماعات متشددة وإرهابية هجماتها بالبلاد.

وكانت آخر مرة تشن فيها باكستان عملية شاملة ضد المتشددين في عام 2014. وكلفتها مليارات الدولارات وأسفرت عن نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل المئات.

وذكرت لجنة الأمن القومي، في بيان, أصدرته بعد اجتماعها اليوم، أن “الحاضرين اتفقوا على إطلاق عملية شاملة.. ستخلص البلاد من خطر الإرهاب بقوة وعزم متجددين”.

وكثف متشددون في الأشهر القليلة الماضية هجماتهم على باكستان، الدولة المسلحة نوويا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة. لا سيما منذ انهيار المفاوضات مع حركة طالبان الباكستانية العام الماضي.

وشنت الحركة وفصائلها هذا العام موجة من الهجمات شملت تفجيرا انتحاريا في مسجد بمدينة بيشاور بشمال غرب البلاد، أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم من رجال الشرطة.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت حركة طالبان تخلّيها عن اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة إسلام أباد. وحاولت استغلال العديد من المحفزات الأمنية والسياسية لصالحها.

وذكرت دراسة سابقة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه “منذ إعلان حركة طالبان باكستان عن إلغاء العمل بوقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية. اتجهت كل الأنظار إلى باكستان بعد إصدار الحركة أوامرها لمقاتليها بشن هجمات دامية في شتى أنحاء البلاد”.

وأضافت أن ذلك يعد مؤشرا على أنّ باكستان ستصبح خلال عام 2023 على موعد مع سيناريو التصاعد الملحوظ في أعمال العنف المرتبطة بتنامي نشاط حركة طالبان باكستان. مستغلة انشغال حكومة إسلام أباد في مجابهة التحديات السياسية والاقتصادية.

وكان أحد أصعب هجمات حركة طالبان باكستان قيام مسلحي الحركة في 17 فبراير الماضي بشن هجوم استهدف مقر شرطة كراتشي الباكستانية. ممّا أسفر عن سقوط 4 قتلى على الأقل وإصابة آخرين معظمهم من رجال الشرطة.

فيما أفاد مركز البحوث والدراسات الأمنية الباكستاني بأن الحركة نفذت أكثر من (20) هجوماً في شهر ديسمبر الأول وحده في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان. كان من أبرزها قيام عناصر الحركة باحتجاز عدد من رجال الشرطة في مركز تابع لإدارة مكافحة الإرهاب في منطقة بانو شمال غرب البلاد.

ووفق مراقبين، فإن العملية الأمنية الباكستانية المنتظرة تواجه تحديا كبيرا في ظل مساعي حركة طالبان باكستان لإظهار قوتها وتكثيف أنشطتها في عموم البلاد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى