سياسة

قيادة جديدة في الظل: حزب الله يعيد تشكيل هيكلته لمواجهة التحديات الإسرائيلية


 

شكّل حزب الله اللبناني قيادة جديدة لإدارة المعركة ضد إسرائيل تضم شخصيات مغمورة ليست معروفة من طرف الدولة العبرية، كما عزز صفوفه بقيادات عسكرية. ما يشير إلى أن الجماعة المدعومة من إيران أنهت ترتيباتها للمرحلة الجديدة التي أعلنت عنها مؤخرا، متوعدة بـ”إيلام” إسرائيل. لا سيما وأنها تمتلك ترسانة هامة من الصواريخ والمسيرات لم تستخدم العديد من أنواعها بعد.

وأشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤول إسرئيلي إلى أن “القادة الجدد في حزب الله كانوا في السابق من ذوي المستوى الأدنى. الأمر الذي أتاح للجماعة مواصلة القتال ضد إسرائيل على الرغم من خسائرها الفادحة”.

وبحسب المصدر نفسه فقد “حققت الجماعة اللبنانية نجاحات ملحوظة هذا الأسبوع. بما في ذلك هجوم قاتل بطائرة دون طيار استهدف قاعدة تدريب للواء غولاني في جنوب حيفا. فضلا عن استهدافها اليوم السبت مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية.

واتهم نتنياهو حزب الله بمحاولة اغتياله هو وزوجته، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بأنهم “سيدفعون ثمنا باهظا”.

كما شنت الجماعة هجمات صاروخية على منطقة حيفا أسفرت عن مقتل مدني واحد. بالإضافة إلى محاولة اختطاف جندي كوماندوز من الجيش الإسرائيلي.

وذكر التقرير أن هذه التطورات تشير إلى التعافي التدريجي لحزب الله في ساحة المعركة بعد تراجع قدراته خلال الفترة الأخيرة .إثر القضاء على أبرز قياداته في أعنف غارات إسرائيلية ومن أبرزهم أمينه العام حسن نصر الله وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين.

ويستعد حزب الله لحرب استنزاف طويلة الأمد في جنوب لبنان. لا سيما بعد أن تولى هيكل قيادي جديد زمام الأمور، حيث يوجه إطلاق الصواريخ والعمليات القتالية.

وقالت مصادر داخل حزب الله لرويترز إن الحزب لا يزال يمتلك مخزونا كبيرا من الأسلحة. بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والتي لم يتم استخدامها بعد.

وأعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم من أن العملية الإسرائيلية المحدودة في لبنان قد تتطور إلى حرب طويلة الأمد، وحثوا إسرائيل على الاستفادة من نجاحاتها لتأمين صفقة تبعد حزب الله عن الحدود.

وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية ببيروت. أنشأ حزب الله مركز عمليات جديد خلال 72 ساعة، مما مكن الجماعة من مواصلة القتال بناء على أوامر مباشرة.

وقال أحد القادة الميدانيين في حزب الله إن مقاتلي الحزب يتصرفون “وفقا لقدراتهم على خط المواجهة”، مشيرا إلى أن “القيادة الجديدة تعمل في سرية تامة”. ووصف القائد هيكل القيادة الحالي بأنه “دائرة صغيرة” على اتصال مباشر بساحة المعركة.

وميدانيا جدد الطيران الحربي الإسرائيلي مساء اليوم السبت غاراته العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد توقف دام 3 أيام.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارات عنيفة جدا على حارة حريك ومنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية.
وقالت قناة “الجديد” اللبنانية المحلية (خاصة) .إن غارة إسرائيلية استهدفت كذلك منطقة الشويفات الأمراء بالضاحية.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه وجه ضربات لعدد من منشآت تخزين الأسلحة .ومركز قيادة لمخابرات جماعة حزب الله اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما أعلن الجيش أنه دمر مركز قيادة تحت الأرض لقوة رضوان النخبوية التابعة .لحزب الله باستخدام أكثر من 100 طن من المتفجرات.

وبحسب المراسل العسكري لموقع “واي نات” الإسرائيلي رون بن يشاي لا يزال حزب الله يحتفظ بترسانة كبيرة من آلاف الصواريخ والقذائف القصيرة ومتوسطة المدى.

وتابع “تظل إمكانات الطائرات دون طيار المحملة بالمتفجرات وهي في الأساس صواريخ كروز صغيرة غير مستغلة إلى حد كبير”. مردفا أنه “في حين تحدث حزب الله عن نشر أسراب من المسيرات فإنه لم يطلق بعد أكثر من خمس منها في وقت واحد ضد هدف واحد”.

ومن المتوقع أن يزيد حزب الله من استخدامه للطائرات دون طيار المتفجرة. لأنها أكثر صعوبة في اكتشافها واعتراضها عندما تحلق على ارتفاع منخفض فوق التضاريس، وتوفر دقة أكبر.

وبحسب المصدر نفسه فقد “شكل منزل نتنياهو في قيسارية هدفا سهلا نسبيا لحزب الله، نظرا لموقعه المعروف والمعلن”. مشيرا إلى أن “الحادثة سلطت الضوء على ظاهرة جديدة وهي إطلاق صفارات الإنذار في مناطق معينة دون تنبيهات متزامنة من تطبيق قيادة الجبهة الداخلية”.

وأضاف أن “هذا التطور يشكل جزءا من سياسة جديدة تهدف إلى معالجة الاستخدام المتزايد للطائرات دون طيار من قبل كلّ من حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا. وتتضمن السياسة إصدار تحذيرات في المناطق التي تضم أهدافا عسكرية أو مدنية محتملة حتى لو لم تشكل المسيرات خطرا مباشرا ولكنها قد تتبع مسار طيران متوقع نحو هذه المواقع”.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى