قوات أردوغان تقتحم قرى عراقية وتقصفها بالمدفعية
كشف عضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الثلاثاء، أن الجيش التركي واصل تقدمه بعمق الأراضي العراقية في خرق جديدة لسيادة بلاده.
وقبل 4 أيام، أطلقت تركيا حملة عسكرية حملت اسم (مخلب البرق)، فيما ينتقد مراقبون للشأن السياسي الموقف الحكومي ببغداد مما يجري شمال العراق.
وقال علي ورهان عضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إن “الجيش التركي مستمر في تنفيذ عملياته العسكرية داخل الأراضي العراقية منذ 5 أيام”، مؤكداً سيطرته على قرى ومناطق واسعة من المحافظة”.
لكن ورهان أكد عدم وصول عدد القرى التي سيطر عليها الجيش التركي لـ50 قرية كما تردد، إنما فرض سيطرته على قرى خالية من السكان.
وأشار إلى “عمليات نزوح مستمرة من جانب سكان المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية التركية، فالقصف متواصل على قرى جبل متين، وهناك عمليات إنزال جوي مستمرة من قبل الأتراك”.
فيما ذكرت مصادر محلية في محافظة دهوك أن “القوات التركية نفذت عمليات إنزال عسكري ضمن مناطق الزاب في محافظة دهوك وواصلت بتكثيف قصفها المدفعي والجوي”.
وقالت المصادر، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن “القوات التركية المتوغلة بعمق الأراضي العراقية واجهت مقاومة عنيفة من قبل حزب العمال الكردستاني مما اضطرها للوذ بإحدى القرى واستخدام الأهالي دروعا بشرية لصد هجمات البككا”.
والإثنين، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل جندي وإصابة آخر بجروح باشتباك مع عناصر (البككا) وتفجير عبوة ناسفة.
في هذه الأثناء تتصاعد، حدة الاستهجان والاستنكار العراقي لما يحصل من انتهاكات تركية في شمال البلاد، فيما دعا معنيون بالشأن السياسي صناع القرار في بغداد إلى اتخاذ موقف يتوازى مع تجدد تلك الخروقات.
وقال المحلل السياسي، ماهر يودة، إن “تركيا أمنت العقاب وبات واضحاً أن السلطات العراقية غير قادرة على كبح رغبات رجب طيب أردوغان التوسيعية والإصرار على انتهاك مواثيق حسن الجوار”.
“يودة” أكد كذلك لـ”العين الإخبارية”، أن القوى السياسية والحكومية في العراق مطالبة بحفظ هيبة البلاد وسيادة أراضيها من التوغل التركي المستمر منذ نحو أكثر من عام.
وشدد على ضرورة التحرك العاجل والفوري من قبل بغداد تجاه القوى الدولية والمنظمات العالمية لتحشيد المواقف ضد سياسة أردوغان في العراق.
أما أحمد العبيدي، مدير مركز نواة للدراسات السياسية، فدعا إلى “عقد اجتماع طارئ لمجلس النواب لمناقشة الاعتداءات التركية وضرورة اتخاذ قرار واسع يتضمن إعلام المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية مع أنقرة”.
وأطلقت تركيا، في 23 أبريل/نيسان الجاري، عملية عسكرية بعنوان مخلب البرق، ضمن سلسلة اعتداءات متكررة تستهدف شمال العراق، تشنها أنقرة بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني المعارض.
وفي 14 من فبراير/شباط الماضي، شنت تركيا حملة عسكرية على طوال الشريط الحدودي لإقليم كردستان، العراق تكبدت خلالها خسائر بشرية ومادية فادحة مما اضطرها إلى توقف عملياتها بعد 5 أيام.
وكانت تركيا نفذت يونيو/حزيران 2020، عمليتين عسكريتين متزامنتين (مخلب – عيون / النسر)، في عمق الأراضي العراقية، لاقت حينها حملة استنكار واسعة على المستوى المحلي والدولي.
وسلم العراق السفير التركي ببغداد، أكثر من مذكرة احتجاج على تدخلات أنقرة السافرة، إلا أن الأخيرة لم تكترث لتلك الدعوات واستمرت بتنفيذ عملياتها العدوانية.
وكان متظاهرون غاضبون، حاصروا في أغسطس/ آب الماضي، مبنى السفارة التركية ببغداد؛ احتجاجا على حادثة (سديكان) في محافظة أربيل التي سقط جرائها خمسة عناصر أمن بقصف لطائرة تركية مسيرة.
وتسببت العمليات العسكرية المستمرة منذ نحو عام، في مقتل عشرات الأبرياء من سكان القرى الحدودية التي تقع تحت نيران القوات التركية، فضلاً عن إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة.