قمع شديد للاحتجاجات داخل سجون النساء في طهران


أصيبت الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي ومعتقلات أخريات في سجن إيوين في طهران في مواجهات وقعت مع حراس قاموا بضرب السجينات، على ما أفادت عائلة الناشطة المسجونة مبدية مخاوف على سلامتها.

وقالت العائلة في بيان الخميس”تجمعت سجينات سياسيات عديدات بينهن نرجس محمدي … للاحتجاج على إعدام غلام رضا رسائي”.

وذكرت منظمات حقوقية أن السلطات الإيرانية أعدمت شنقا الأربعاء 29 مدانا على الأقل، بينهم 26 جماعيا في سجن واحد، وفق ما أفادت منظمة حقوقية، وذلك غداة تنديد هيئات دولية بإعدام غلام رضا رسائي المدان بقتل ضابط في الحرس الثوري إبان احتجاجات 2022.

وأعدم رسائي على خلفية الاحتجاجات التي استمرت عدة أشهر واندلعت في أيلول/سبتمبر 2022 بعد وفاة مهسا أميني وهي في الحجز لدى الشرطة بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وقالت عائلة نرجس محمدي في بيان في وقت متأخر الخميس “أعطي الأمر بضرب النساء ومهاجمتهن وخصوصا اللواتي كنّ في الصف الأمامي للاحتجاجات وقد تعرضن للضرب المبرح من قوات الأمن”.

نرجس محمدي عانت من قصور في التنفس وآلام شديدة في الصدر بسبب الضرب العنيف ما تسبب بفقدانها الوعي في باحة السجن.

وتابع البيان أن “احتجاج سجينات على إعدام رضا رسائي أدى إلى حملة قمع عنيفة من قبل حراس السجن وعناصر الأمن”، وأضاف “تعرضت نساء عديدات وقفن في وجه قوات الأمن للضرب المبرح. تطورت المواجهة، ما أسفر عن إصابات جسدية لبعض السجينات”.

وقالت العائلة إنه بعد تلقي لكمة في الصدر، عانت محمدي من “قصور في التنفس” و”آلام شديدة في الصدر”، ما تسبب بفقدانها الوعي في باحة السجن.

وأوضحت أنها أصيبت بكدمات وعولجت في مستوصف السجن لكن لم يتم نقلها الى المستشفى. وكتبت العائلة “نحن قلقون جدا إزاء صحتها ووضعها في ظل هذه الظروف”.

من جانبها، نفت سلطات السجن تعرض سجينات للضرب وحملت مسؤولية المواجهة للسجينات.

وقالت في بيان أوردته وكالة تسنيم إن سجينتين “عانتا من تسارع في دقات القلب بسبب الإجهاد”، لكن الفحوصات الطبية أكدت أن وضعهما “جيد”.

ونرجس محمدي، الناشطة الحقوقية البالغة 52 عاما والحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2023 لنضالها الذي يشمل الاحتجاج على عقوبة الإعدام، مسجونة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وأمضت قسما كبيرا من العقد الماضي بين دخول السجن والخروج منه.

ولفتت عائلة محمدي المقيمة في باريس إلى أنها ليست على اتصال مباشر معها منذ سحب حقها في إجراء مكالمات هاتفية في تشرين الثاني/نوفمبر.

لكنها أضافت أنها علمت من عائلات معتقلين آخرين في أيوين أن صدامات وقعت الثلاثاء حين نظمت سجينات احتجاجا في الباحة ضد عمليات الإعدام.

وكان أقرباء محمدي ومؤيدوها عبروا في وقت سابق هذا الشهر عن قلق على وضعها وقالوا إنهم أبلغوا بنتائج الفحوص الطبية التي جرت في تموز/يوليو والتي “أظهرت تدهورا مقلقا في صحتها”.

وخلال الأشهر الثمانية الماضية، كانت محمدي تعاني من ألم شديد في الظهر والركبة، بما في ذلك انزلاق غضروفي في العمود الفقري، وخضعت لعملية وصل للأوعية الدموية ووضع دعامة للشريان التاجي المسدود.

وواصلت محمدي حملتها حتى خلف القضبان ودعمت بقوة الاحتجاجات التي اندلعت في مختلف أنحاء إيران بعد وفاة مهسا أميني.

وفي حزيران/يونيو، صدر حكم جديد بالسجن سنة على محمدي بتهمة “الدعاية ضد الدولة”، بالإضافة إلى سلسلة من الأحكام الأخرى بالسجن تبلغ 12 عاما وثلاثة اشهر، و154 جلدة، والنفي لسنتين الى جانب قيود اجتماعية وسياسية مختلفة.

واتّهمت مجموعات حقوقية إيران مرارا باستخدام عقوبة الإعدام أداة ترهيب منذ احتجاجات 2022، مع عدم مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة في مسعى لترهيب متعاطفين مع المحتجين. وتفيد المصادر نفسها بأن إيران هي الدولة الأكثر تنفيذا لحكم الإعدام في العالم بعد الصين.

Exit mobile version