سياسة

قمة COP 27 تكشف ازدواجية تنظيم الإخوان


باستضافة مصر مؤتمر المناخ الذي شهد حضورًا دوليًا واسعًا. اتجه تنظيم الإخوان إلى ممارسة ديدنه باتخاذ التشكيك وسيلة لتحقيق مآربه “الخبيثة”.

حيث انطلقت من على أرض السلام قمة المناخ في 6 نوفمبر الجاري بحضور دولي واسع. إلا أن النجاح “منقطع النظير”. لم يرق لتنظيم الإخوان الذي دأب على “تشويه” مصر. 

وفي حين استطاعت مصر خلال الأعوام التسعة الأخيرة، القفز بخطوات كبيرة على طريق استعادة مكانة البلد الأفريقي بين أشقائه. وترميم جدرانه التي غلف العنف كل جزء فيها، والعدو سريعًا نحو مداواة جرحى إرهاب التنظيم الاخواني. لم يتوان الأخير عن محاولة تشويه القاهرة. والتشكيك في أي نجاح تسطره أناملها، وخاصة بعد فشل مخططاته “الخبيثة” التي دأب على إعدادها خلال الفترة الماضية.

فماذا حدث؟

تقول مصادر إن التنظيم “الإرهابي” خطط لحشد أتباعه للتظاهر قبيل المؤتمر، عبر إيقاع أكبر قدر من الفوضى الأمنية من حرق أقسام وسيارات الشرطة. وإلقاء القنابل الحارقة على وسائل المواصلات سواء القطارات أو المركبات العمومية. بهدف بث الرعب في قلوب الضيوف وإثبات عجز الدولة عن حمايتهم، إلا أن خطتهم فشلت ودعوتهم للفوضى والتخريب ذهبت أدراج الرياح. 

وبالرغم من فشل تلك الخطة، إلا أن التنظيم الإرهابي انتقل للخطة (ب)، والتي تعتمد على “الإساءة” لرموز الدولة المصرية. بغرض إحداث ردود فعل غاضبة والدخول في معارك جانبية، تجعل مصر منشغلة عن التحضير والتجهيز اللائق للحدث العالمي.

إلا أن القاهرة لم تلتفت لتلك المهاترات، وانشغلت بعقد الترتيبات المناسبة. ووضع الخطط للاستفادة من الحدث اقتصاديًا وسياسيًا ومعنويًا. وهو ما آتي أكله بإعلان قادة العالم المشاركة في قمة المناخ، بحسب المصادر المقربة من التنظيم، التي كانت بمثابة “صفعة مدوّية” على وجه الإخوان وقادتها في الخارج، ممن يحاولون تشويه صورة مصر وإفشال قمة المناخ.

خطة ثالثة كان تنظيم الإخوان يستعد لها حال فشل خطتيه السابقتين التي تتضمن التشكيك في المؤتمر، واللعب على “مشاعر” و”عواطف البسطاء”. والزعم بأن الأموال التي أنفقت على المؤتمر وعلى الضيوف، كان أولى بها الفقراء والبسطاء.

وما إن فشلت تلك الخطة الأخيرة في جعبة التنظيم. حتى ركن إلى ممارسة ديدنه الهادف لاستغلال المؤتمر للدعاية السياسية المضادة وتشوية سمعة مصر بملف حقوق الإنسان وبعض المسجونين، وترويج تقارير حقوقية غير دقيقة و”مغرضة”، أمام الوفود الدولية، لإحراج الدولة المصرية، بحسب المصادر.

شائعات وادعاءات

ومن بين الشائعات التي روج لها التنظيم أن الدولة التي تستضيف مؤتمر المناخ. تهدم الحدائق وتقتلع الأشجار، وأن ذلك المؤتمر، ما هو إلا “أجندة صهيونية أمريكية لإخضاع العالم الثالث”.

إلا أن تلك الشائعات والتي لم تجد لها قاعدة تؤيدها، تحطمت على صخرة إرادة الدولة المصرية. بحسب الكاتب والباحث السياسي طارق البشبيشي. والذي قال إن تنظيم الإخوان، ثبت بالدليل القاطع انحيازه من أيام المؤسس حسن البنا إلى “مصالح أعداء الوطن”.

وأوضح البشبيشي أن “خيانتهم لمصر لا تحتاج إلى دليل، بل إلى فضح وكشف وسائلهم، التي من بينها: استخدام عاطفة البسطاء بزعم أنهم يقفون معهم. في حين لم يكونوا يمثلون لهم إلا صوت انتخابي فقط.

3 وسائل

ووفق الباحث السياسي، فإن وسيلة تنظيم الإخوان الثانية في التعاون مع “أعداء مصر” هي الشائعات، مشيرًا إلى أن لديه تنظيمًا كبيرًا وممتدًا. يمكن أن يكرر الشائعة بكثافة يوميًا. حتى يظن بعض الناس أنها حقيقية مستخدمين منهج وزير الدعاية النازي جوبلز الذي يتضمن الكذب ثم الكذب ثم الكذب، حتى يصدق الناس.

أما الوسيلة الثالثة؛ فهي الفوضى وإسقاط مؤسسات الدولة للدخول في حالة فراغ أمني، بحسب البشبيشي الذي أكد ضرورة القضاء على فعالية تلك الوسائل، مع وضع خطة أمنية لهدم ذلك التنظيم.

وحول أهداف التنظيم من نشر الشائعات حول مؤتمر المناخ. قال عضو جماعة الإخوان المنشق أحمد المسيري، إن التنظيم “يكن الكراهية للوطن. إنها تتحين الفرصة للعودة مرة أخرى”.

 وأوضح المسيري أن الإخوان تدرك أنه كلما أصبحت مؤسسات الدولة “قوية”، كان هذا خصمًا من فرصتهم للعودة إلى المشهد مرة أخرى. مشيرًا إلى أن التنظيم يسعى لاستمرار الفوضى وتعطيل قدرات مؤسسات الدولة عن العمل، أملا في أن يصدقهم الناس بأنهم الوحيدون القادرون على حل مشاكل الوطن وتكوين حكومة فعالة.

“سموم” فكرية

الإخواني السابق قال إن التنظيم الإخواني يسعى لـ”فضح الدولة”، عبر اللجان الإلكترونية التي يقف وراءها جيش من التنظيم المتخفي وراء أسماء “وهمية”، أو أولئك الفارين خارج البلاد، والذين يستخدمون الفضائيات لبث “سمومهم الفكرية”.

وحول سر محاولات الإخوان لاستغلال مؤتمر المناخ لتمرير أجندتهم، قال المسيري، إن التنظيم يعلم أن المؤتمر سيكون بمثابة اعتراف بقوة الدولة وإنجازاتها وباستحقاقها للتنمية. ويعد فرصة للتغلب على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها. مشيرًا إلى أنهم يحاولون حرمان مصر من هذا الاعتراف ومن تحسين صورتها.

وأشار إلى أن تنظيم الإخوان والذي روج لأن مصر “محطمة”، وأن البنية التحية لا تصلح للاستثمار وغيرها من الشائعات. أثبت الواقع زيف تلك الادعاءات بعد حضور وفود عالمية بهذه الكثافة.

في السياق نفسه، قال الكاتب والباحث في الإسلام السياسي هشام النجار، إن قمة المناخ وضعت مصر في مصاف الدولة المتحضرة التي تقف ضد “توغل” الدول الصناعية والتي تقود حقوق القارة الإفريقية.

أغراض “خبيثة”

وأوضح النجار أن أهمية مؤتمر المناخ ليس فقط لموضوعها، إنما لما ستجنيه الدولة المضيفة، من مكاسب يحاول تنظيم الإخوان حرمان الدولة المصرية منها.

وأشار إلى أن فنانين وشخصيات عامة، صاحبت قادة العالم في مفاوضات قمة المناخ. التي تعقد في قلب قارة تعاني معظم بلدانها من آثار شديدة لارتفاع درجات الحرارة وتشهد نقصًا حادًا في المياه. مما سيمثل “دعاية قوية” لعودة الاستثمارات الأجنبية لمصر، واستعادة الصورة الذهنية الصحيحة للقاهرة.

وأوضح الباحث في الإسلام السياسي، أنه بسبب دعاية الإخوان كان السائد أن مصر لم تعد بلد أمن وأمان، وأن الفوضى الأمنية هي سيدة الموقف. مشيرًا إلى أنهم كانوا يحاولون إثبات ذلك بالمظاهرات والفوضى، إلا أنهم فشلوا، فانكفؤوا على البسطاء، لتصدير إليهم رسالة سلبية، لعلها تكون سببًا للغضب الجماهيري.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى